يصف العلم الإنزيمات بأنها محفزات بيولوجية بروتينية البنية، تقوم بعمليات كيميائية مختلفة داخل الجسم، وتؤثر على سرعة حدوث بعض التفاعلات الكيميائية فتدخل فيها كعامل يسرعها أو يبطئها دون أن يتم استهلاكها. وهي (أنواع خاصة) من البروتينات تشابه جميع (البروتينات)، مصنوعة من سلاسل من الأحماض الأمينية.
والإنزيمات مسؤولة عن الكثير من الأعمال التي تحدُث في الخلايا ، كما أنها تلعب دور (المُحفِّزات) فهي تُساعِد في إنتاج و تسريع التفاعُلات الكيميائية داخل الجسم. وعندما تحتاج الخلية إلى القيام بشيء ما، فإنها تستخدم دائماً أحد أو بعض الإنزيمات لتسريع العملية.
كما تزيد فعالية ونشاط الإنزيمات مع زيادة درجة الحرارة، إلى أن تصل لدرجة حرارة 37 درجة مئوية، أي درجة حرارة الجسم الطبيعية.
ولكن، إذا تجاوزت درجة حرارة الوسط الذي تتواجد فيه الانزيمات هذا الرقم، تصاب بتشوهات وقد يتوقف تأثيرها.
أما بالنسبة لدرجة الحموضة (PH)، فإن أي تغير يطرأ عليها يؤثر على فعالية الإنزيمات أيضاً. وتختلف درجة الحموضة التي تعتبر طبيعية حسب المنطقة أو الجزء من الجسم الذي تحدث فيه.
وتلعب الإنزيمات الهاضمة دوراً محورياً في عملية هضم الطعام في الجسم، إذ تقوم بتحفيز التفاعلات الكيميائية اللازمة لعمليات الهضم المختلفة.
ومن هذه الانزيمات:
1- إنزيم أميليز (Amylase) :يعمل على تحفيز عملية هضم وتحويل الكربوهيدرات إلى سكريات. يتواجد هذا الإنزيم في الغدد اللعابية والبنكرياس والأمعاء الدقيقة.ويؤثر نقص هذا الإنزيم على الصحة ككل، لا على عمليات الهضم فحسب.
2- إنزيم بروتيز (Protease) :وهو مسؤول عن تحليل البروتينات وتحويلها إلى أحماض أمينية (Amino Acid). يتركز إنزيم بروتيز في المعدة والبنكرياس والأمعاء الدقيقة.
إن أي نقص في هذا الإنزيم قد يتسبب بعدة مشاكل في الجسم مثل: القلق وقلة النوم، والتهاب المفاصل وهشاشة العظام نتيجة نقص كمية الكالسيوم في الدم، ونقص هذا الإنزيم يؤدي إلى الإصابة بالالتهابات وانخفاض جهاز المناعة .
3- إنزيم ليبيز (Lipase) :وظيفة هذا الإنزيم الرئيسية هي تحليل الدهون، وتحفيز عملية تحويلها إلى أحماض دهنية في البنكرياس والأمعاء الدقيقة ، وإن نقص هذا النوع من الإنزيمات له تأثيرات سلبية على صحة الإنسان، مثل:ارتفاع نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية،ومواجهة صعوبة في إنقاص الوزن،والإصابة بمرض السكري ، ونقصه يسبب تشنج العضلات وخصوصا منطقة الأكتاف.
4- إنزيم بابين (Papain) وهذا الإنزيم مسؤول عن تحفيز عملية تحليل البروتينات الموجودة باللحوم. يساعد هذا الإنزيم على معالجة مشاكل الهضم والغازات، والتخلص من الأنسجة الميتة والضارة في الجسم.
5- إنزيم اللاكتيز (Lactase):ووظيفة هذا النوع من الإنزيمات هي تحليل وهضم اللاكتوز المتواجد في سكر الحليب.ويؤثر نقصه على الإنسان عند الكبر، فقد يسبب نقصه صعوبة في هضم هذا النوع من السكريات، في حالة يطلق عليها عدم تحمل اللاكتوز (Lactose Intolerant).
6- إنزيم بروميلين (Brome lain): من الانزيمات المضادة للإلتهاب، ويساهم في منع حدوث إلتهاب المفاصل.
ومن المفروض علينا تناول الاغذية الغنية بالإنزيمات لأن عدم وجود الإنزيمات في الجسم بالكميات الكافية والطبيعية قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض عدة، لتفادي الأمراض.
ومن الاغذية الغنية بالإنزيمات الطبيعية:السمك، الخضار والفواكه، البذور، المكسرات، الحبوب الكاملة، البقوليات والفاكهة والخضار غير المطبوخ – مثلاً- فهي غنية بالإنزيمات الأساسية (بروتيز، أميليز، ليبيز)، يحتوي الحليب واللبن غير المبسترين على إنزيم اللاكتيز، أما إنزيم البرومالين فهو يتواجد في الأناناس. الموز، الافوكادو، الملفوف مخلل، وقد يلجأ البعض إلى تزويد جسمهم بالإنزيمات عبر تناول كبسولات خاصة، توصف للذين يعانون من أمراض سببها نقص في إنزيمات معينة ومن الضروري عدم اللجوء للكبسولات دون استشارة طبية لأن لكل جسم حالة مستقلة.