صَاحب ثورة التكنولوجيا العملاقة ظهور أعداء الأمر الذي تطلب استحداث آليات لصد هجوم المتربصين بها ، فكانت الإستعانة بالأمن السيبراني ليشكل ضرورة حتميه لحماية هذه الثورة ومكتسباتها ، فكان علي المرافق العامة والموظفين والأفراد تنفيذ أدواته والتدريب علي أساليب إدارة المخاطر وتحديث الأنظمة باستمرار مع تغير التقنيات وتطورها. ويعرف المفكر – أدوارد اموروسو – الأمن السيبراني بأنه (مجموعة الوسائل التي من شأنها الحد من مخاطر الهجوم علي البرمجيات أو أجهزة الحاسوب أو الشبكات ) وتشمل تلك الوسائل الأدوات المستخدمة في مواجهة القرصنة وكشف الفيروسات الرقمية ووقفها وتوفير الاتصالات المشفرة.
تنطلق أهمية الإدارة الالكترونية وعلاقتها بالخدمة العامة من كون التحول نحو الخدمة العامة الإلكترونية هو أساس ترشيدها، وتحسينها، بما يؤسس لتطوير المرافق العامة في سياق تقديم خدمات عمومية تتسم بالكفاءة والفعالية والرضا من قبل المواطنين، لذا سعت مختلف الوزارات والمؤسسات وإلادارات إلى التخلص من الأساليب التقليدية المعتمدة في تقديم الخدمات، وبروز نمط الإدارة الإلكترونية، هذا الأخير الذي يتمتع بتأثير كبير داخل المرافق العمومية وعلى نوعية خدماتها المقدمة لجمهور المواطنين، وذلك من خلال الانتقال من الشكل التقليدي البيروقراطي في تقديم الخدمة إلى الشكل الإلكتروني القائم على السرعة والشفافية والموضوعية في استفادة المواطن من الخدمات العامة.
توصلنا في الأخير إلى التأكيد أن الإدارة العامة بحاجة إلى إصلاح عميق يشمل جميع مكوناتها، بدءاً بالقوانين المنظمة لها وصولاً إلى تقديم خدمة عمومية جيدة للمواطن، تم الشروع في وضع عدة آليات لتطوير الإدارة وتكييفها مع التقدم التكنولوجي.
وقد أشارت دراسة تم تطبيقها علي مرفق عام مثل مرفق مركز بحوث الصحراء التابع لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي المصرية لأطروحة دكتوراه بعنوان ( دراسة الإدارة التقنية “الالكترونية ” للمرافق العامة وتأثيرها في تنمية المجتمع) في بعض توصياتها علي :-
– أن يكون التطبيق على أحدث تقنيات الاتصالات وأكثرها أمناً ، وتأمين حاسبات آلية جديدة ذات مواصفات تقنية عالية الجودة والأمان وتحديث الأجهزة والبرمجيات المستخدمة حالياً بشكل دوري لتكون ركيزة أساسية لتعميم تطبيق الإدارة التقنية (الإلكترونية) في كافة المرافق العامة للدولة مستقبلا.
– زيادة الدورات التدريبية وورش العمل للباحثين والإداريين العاملين بكافة الإدارات والشعب والمحطات البحثية التابعة لمركز بحوث الصحراء كأحد المرافق العامة في مجال الإدارة التقنية (الإلكترونية).
– تدريب العاملين بمركز بحوث الصحراء كأحد المرافق العامة المساهمة فى خدمة المجتمع للتعامل مع تطبيقات الإدارة الإلكترونية بكفاءة عالية.
– نشر ثقافة الإدارة التقنية (الإلكترونية) والتوعية بها عن طريق إقامة الندوات والمؤتمرات الخاصة بها والتوعية بمدى فوائدها وتطبيقاتها بالمرافق العامة ، مما يشجع الإدارة العليا على دعم مشروع الإدارة الإلكترونية.
– ضرورة إنشاء إدارة للشئون الفنية تكون مهمتها الأشراف على تنفيذ مشروعات تطبيق الإدارة التقنية (الإلكترونية) في مركز بحوث الصحراء ورفع مستواها التنظيمي إلى إدارة مستقلة ترتبط جميع شعب وإدارات والمحطات البحثية لمركز بحوث الصحراء بالإدارة المركزية ويمكن في المستقبل ربطها بالإدارة المركزية لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي وذلك لتقليل الازدواجية في العمل ويجب أن يكون تعيين المسئولين عن هذه الإدارة من القيادات المؤهلة والمتخصصة في علوم الحاسب الألى وتطبيقاته وأن يتبع لتلك الإدارة شعب فرعية أخرى في كافة شعب ومحطات مركز بحوث الصحراء.