الظلام يحيط بي في كل مكان لا أري إلا الظلام لا اشعر إلا بالإحباط والانكسار…
بتلك الكلمات وبهذه العبارات الذى نسمعها كثيرة ممن حولنا بل نحن أيضاً نشعر بيها أحيانا
نتسأل معاً ما هو هذا الشعور القاتل؟
إنها الهزيمة النفسية والطموح الذي انكسر بداخلنا والهدف الذي لم نصبه أو ندركه. إنه الشعور الذي يؤدى بنا دائماً إلى الإحباط، إنه اليأس، فاليأس هو ذلك الشعور الداخلي الذي يجلب الحزن والإحباط وعدم التفاؤل فيفقد معها الشخص الثقة في كل شيء ويري أنه مقيد، وأن الخيارات المتاحة له محدودة فلا يوجد دافع لشحن الطاقة الذاتية لاستكمال الحياة فيؤدي ذلك إلى هبوط العزيمة وفتور الإرادة وضعف الهمة، واليأس حالة خطيرة تسبب الكثير من التراجع في جميع مجالات الحياة وإذا ما استمر طويلاً أدي ذلك إلى الإصابة بأمراض كثيرة مثل القلق والإحباط والاكتئاب.
فأسباب اليأس كثيرة منها:-
ضعف الإيمان بالله تعالى، و ضعف الثقة بالنفس، والعزلة والانطوائية، تراكم المشكلات وخاصة المشاكل الاقتصادية والمادية، كثرة الفراغ والغيرة والحسد، الهزيمة النفسية وعدم القدرة على التحمل والصبر، الجو الأسري السلبي، عدم القدرة على الوصول إلى الهدف، الخوف من المجهول والتقدم بالسن
، والتباطؤ الشديد في التقدم والتطور والروتين الممل، كذلك النظر إلى السلبيات وغض النظر عن الإيجابيات في كافة أمور الحياة، وغيرها كثير……. فكل شئ في الحياة إذا نظرنا له بصورة سلبية سوف تؤدي بنا لا محاله إلى طريق اليأس فكثيرون هم أولئك الذين يحسنون لعن الظلام، وإدمان الحديث عن تفاصيل الواقع المر، مما أحدث الكثير والكثير من الفوضى ولكنْ من نعم الله على أهل الأرض أن جعل منهم قليلون يصنعون الأمل فيضيئون في الظلام شمعة، تبث منها روح التفاؤل لدى الآخرين.
الأمل يشكل حياة الانسان في المستقبل ويؤثر على مشاعره في الحاضر ويخلق حالة إيجابية، فهو يفكر بشكل إيجابي في توقعاته و أهدافه وفي كافة مواقفه المستقبلية.
فهذه الحالة الإيجابية تشق طريقها إلى السلوكيات لتصبح سلوكيات هي الأخرى إيجابية و يشعر معها الإنسان بسعادة ورضا.
الأمل يجعل الإنسان قادراً على مواجهه المشاكل بشكل أكثر فعالية وأكثر مرونة ويعطي له القدرة على تخيل النتائج الإيجابية التي يمكن أن يصل إليها لحل المشكلات والأزمات
فإذا لم يكن لديك أمل في الحياة فما معني أن تلهث وراء تقدم علمي أو محاولة الوصول إلى مناصب في حياتك العملية، فبدون أمل لن يصبح للحياة معني.
صناعة الأمل مسؤولية فردية واجتماعية تستوجب أن تكون أسلوب حياة من دون التعلل بضغط الواقع وضعف الثقة.
أما اليأس فسيقتلنا مرات ومرات والواقع كما هو فلنجرب أن نعيش على أمل يروي حياتنا ويهيئ الأنفس للعمل، فلنترك أنوفنا تشتم رائحة الغد الأفضل، على طريقة نبي الله يعقوب، إذ وجد في القميص ريحَ يوسف، فلم ينقطع منه أمل اللقاء وقال ( فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا )83 ( يوسف )
خطوات التغلّب على اليأس:
-النظر للحياة بمنظور إيجابيّ أكثر.
-تجربة شيء جديد
-اللّجوء للمساعدة الخارجيّة
-محاولة تغيير أمور قابلة للتغيير، دون التركيز على الأمور صعبة التغيير.
-أن نعيش الحاضر ونتجنّب العزلة والانفراد اللذان يسببان الشعور باليأس.
-الإيمان والتوكّل على الله سبحانه وملازمة الاستغفار والذكر وأداء الصلوات الخمس في وقتها.
-الثقة بالنفس وعدم الخوف من المجهول.
-التفكير في إيجاد حل للمشكلات، وعدم التفكير في المشكلة نفسها.
-تنظيم أمور الحياة وتجنّب الفوضى والعشوائيّة ووضع هدف والسعي لتحقيقه.
-شحذ الهمّة والعزيمة، وتقوية الإرادة والاستفادة من تجارب الناس وخبراتهم.
-مجالسة الأشخاص الإيجابييّن المتفائلين للإحساس بشعور إيجابي يساهم في التخلص من اليأس.
-الإنشغال بالأعمال المفيدة والقيام بأعمال محببة.
-الخروج في الهواء الطلق وممارسة رّياضة مثل رياضة المشي.
-الصبر وتحمل المشاكل والمصائب.
-الإبتعاد عن كل ما يسبب الإزعاج والضغوطات النفسية.
-صناعة الأمل كقول (كل شيء سيكون بخير) والتكرار المُستمر لمثل هذه العبارات الإيجابيّة يُخلّص النفس من أن تُحاصرها الأفكار السلبيّة.
وفي الختام نقول:
لا يأس مع الامل ولا أمل مع اليأس، وإذا أعطتك الحياة سببا لتيأس أعطيها الف أمل للنجاح.