يوم جديد مع بزوغ شمس الصباح ، من وراء البحر وانا جالسة فجراً أترقب طلوعها وأستبشر الخير مع كل يوم بتفاؤل وتوكل على الله . التفت إلي يميني وإذا بقارب صغير عليه رجل يحمل بين يديه سنارة يصطاد السمك مع هدوء الموج . لوحة فنية صاغها الرحمن مع إطلالة الفجر ، واني من عشاق الفجر ونسيمات الهواء العليل .
وإذا بصوت طفل يبكي ، بحثت عن مصدر الصوت ووجدت الأم مع ابنها سألتها ما بال الطفل يبكي ثارت وازدحمت الكلمات وهي تخرج من فمها متذمرة مترددة خائفة يائسة من الحياة. تركتها حتى انتهى حديثها ، بعدها سألتها لماذا لا نتحاور حتي ينام طفلك بحضنك وهو قرير العين فأجابتني بضحكة مستهترة هيا ابدئ حوارك. سألتها ثلاث أسئلة متتالية وتركت لها الإجابات مفتوحة كما تشاء هل تفند الإجابات أم تدمجها وتخلط الأوراق.
س1 من أنت ؟
س2 كيف ترين الحياة ؟
س3 الغد ماذا يعني لك ؟
نظرت إلي نظرة عجيبة دمجت الحيرة واليأس … وبين الاستهزاء والجد….
أنا امرأة لا قيمة لها بين الناس و أكره الحياة لكثرة المشاكل والغد هو اليوم والأمس لا جديد بحياتي .
أمسكت بعصى خشبية بجانبي ورسمت لها على رمال البحر مثلث كبير وبداخلة مثلثان بسرعه البرق مدت يدها لتمسح ما رُسم … ابتعدت قليلاً وكررت الرسمة ووقفت بين الرسمة وبينها .
وقلت لها الأسئلة الثلاثة هنا أنت من يمثل المثلث الكبير وبداخلك الحياة والغد ، وإذا بدمعه خفية فجأة تسقط من عينها وتدني أمام الرسمة وتقول لي أكملي .
وهنا بدأ الحديث :
لا معنى للحياة من دون أمل، ولا قيمة لها دون وجود التفاؤل؛ فالحياة مليئة بالعقبات والمشاكل والصعوبات، فإذا فُقد الأمل لا نستطيع أن نكمل طريقنا بسلام، وهنا أجمل الخواطر عن الحياة والأمل .
الثقة بالله أزكى أمل و أجمل وأروع هندسة في العالم أن تبني جسراً من الأمل على نهر من اليأس. الأمل هو تلك النافذة الصغيرة، التي مهما صغر حجمها، إلّا أنها تفتح آفاقاً واسعة في الحياة.
لا تيأس إذا تعثرت أقدامك، وسقطت في حفرة واسعة، فسوف تخرج منها وأنت أكثر تماسكاً وقوة، إن الله مع الصابرين ، فغروب الشمس لا يحول من دون شروق جديد لها يحمل أمالاً كبيرة .
علّمتني الحياة أن أجعل قلبي مدينة بيوتها المحبّة وطرقها التسامح والعفو، وأن أعطي ولا أنتظر الرد على العطاء، وأن أصدق مع نفسي قبل أن أطلب من أحد أن يفهمني، وعلّمتني أن لا أندم على شيء .
إلى هنا وأنا أرى الدموع تنهار من عينيها ، سكت برهة والتفت إلى البحر لأجمع قواي حتى لا تسقط دموعها أمامها حيث أحسست بمدى معاناتها ، وانا أشاهد البحر وهي خلفي قلت السؤال الأول :
أنت امرأة وهبها الله الجمال والقوة ، امرأة لها عقل وقلب أنت عملاقة بعطائك ، قوية بصبرك ، فارسة بتربية ابنك ، أنت الحياة لمن حولك وهو المثلث الكبير التي ترينه مرسوم على الأرض ، أنت كنز من عطايا الواحد الأحد وهبك السمع والبصر والفؤاد الحمد لله أنك بكامل صحتك وعافيتك – الحمد الله بولد بحضنك يكون سنداً لك في الحياة ، هنا سمعت خشخشة صوت فالتفت فوجدتها ساجدة لله شكراً وحمداً .
فجلست بجانبها وأكملت الحديث ، وترقبوا إجابة السؤال الثاني في مقال جديد ، إن شاء الله .