بقلم :د.جليلة الطيب بابكر جامعة الجزيرة – السودان تخصص التفسير وعلوم القرأن
قال تعالى :{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ۖ فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ۖ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ ۖ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۖ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ ۖ وَانظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ ۖ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا ۚ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}-[البقرة:258/259] .
بَينّ القرآن حقيقة الإختلاف ودعانا إلى التعامل معه من خلال الحوار، ولقد اعتبره الإسلام قاعدة مهمة في دعوة الناس إلى الإيمان بالله وعبادته واتباع الأسلوب المناسب واللائق ، بحيث يقود إلى التعارف وتجّنب مخاطر الشقاق.
وإذا نظرنا إلى الحوارفي القرآن الكريم : وذلك بالأسلوب اللين والحكمة والموعظة الحسنة ، ويظهر المنهج القرآن الحوار بأسلوب لا يسيء إلى الخصم بل يؤكد حريته واستقلاليته ، ويقوده إلى موقع المسؤلية ، وذلك كله بهدف الرجوع إلى الحق وتأييد الصواب .
ويُعدّ الحِوار من أهمّ ما يميّز البشر عن باقي المخلوقات ، فهو أسلوب فعَّال في التواصل مع أفراد الأسرة الواحدة أو في المجتمعات ، وفي المساهمة في تطويرها .والعدالة تتحقّق عن طريق الإستماع والإصغاء والنقاش للقضيّة المشتركةٍ بينهم .
فيجب احترام الآخر، وأن تكون البيئة مناسبةً للحوار والتركيز على الاستجابات اللفظيّة أو الجسديّة مع الآخر، وتوفير وقت مناسب للإنصات الفعَّال ، ومُناقشة الآخر والاهتمام بردود أفعاله ، وإدخال بعض الدُّعابة والمتعة أثناء الحِوار. ومثالنا وقدوتنا في تطبيق أدب الحوار نبينا صلى الله عليه وسلم.