المنظمة العربية المتحدة للبحث العلمي ستسد الثغرات وتحقق الطموح
ثلاثون عالمًا ووزيرً سابقًا التئموا في قاعة الاجتماعات الكبرى لمركز لندن للبحوث على منصته الافتراضية على مدار ثلاث ساعات العاشر من يناير في جلسة أدلوا فيها برؤاهم حول المشروع الجديد للمركز ” المنظمة العربية المتحدة للبحث العلمي ” برئاسة أ.د ناصر الفضلي وإدارة مدير عام المركز د. محمد عبد العزيز.
أكد رئيس مركز لندن للبحوث أ.د ناصر الفضلي في مستهل كلمته من دولة الامارات العربية أن المنظمة أنهت إجراءات التراخيص اللازمة في غرفة التجارة بلندن لتسير بشكل رسمي ممنهج وأن المرحلة الثانية ستشهد التواصل مع الأعضاء المحتملون لتشكيل هيئات المنظمة واللجنة التأسيسية ومن ثم بدء تكوين فرق العمل البحثية ، مشيرًا إلى أن علماء الأمة لابد يكون لهم دور حيوي وعملي ملموس نحو تخطي التحديات التي تواجه مجتمعاتنا العربية .
واعرب أستاذ علوم الليزر و تطبيقاتها في التلوث البيئي و علاج الأورام السرطانية بأشعة الليزر و النانو تكنولوجي و رئيس قسم تطبيقات الليزر معهد الليزر جامعة القاهرة ، الخبير بأكاديمية ناصر العسكرية- كلية الدفاع ا.د وليد توفيق عن ايمانه بأهمية المنظمة العربية المتحدة للبحث العلمي لتصبح أحد المنظمات الرائدة في المجتمع المدني العربي ودورها الحيوي في دفع عجلة البحث العلمي وتطبيقه لخدمة المجتمع العربي ، و يسعدني تمثيل مصر ضمن ال 22 دولة عربية الممثلة في هذه المنظمة العلمية.
وتابع : إن التحديات التي تواجه عالمنا اليوم أصبحت عالمية وشاملة، فالتغيرات المناخية التي تسببت في العديد من الكوارث الطبيعية خلال الأعوام الأخيرة – و انتشار الأوبئة و الفيروسات التي كادت أن تقضي على البشرية والحروب الدولية حول مصادر الطاقة و الغذاء و الماء والطفرة التي حققها الذكاء الاصطناعي في كافة المجالات – كلها أمور تهمنا جميعاً ، ونحن في العالم العربي معنيون بها بشكل خاص نظرًا لطبيعة منطقتنا الجغرافية وتحديات التنمية التي نواجهها ، فدولنا العربية موزعة على أكبر قارتين في العالم -أسيا وأفريقيا على مساحات شاسعة من الكرة الأرضية مما جعل مجتمعاتنا تتمتع بتنوع بيئي ومصادر طبيعية مميزة، ولكن للأسف معظمها غير مستغل بشكل كامل و من أبرزها: مناطق صحراوية شاسعة في دول شمال أفريقيا والجزيرة العربية، مصدر للطاقة الشمسية و سواحل مطلة على البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر والخليج العربي، مصدر لطاقتي الرياح والأمواج و نهر النيل في مصر والسودان والعديد من الأنهار الكبرى في العراق وسوريا، مصدر لطاقة المياه ، وتنوع المناخ بين المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية والمعتدلة، يوفر بيئات ملائمة لإنتاج محاصيل زراعية متعددة ، و وفرة المعادن والنفط والغاز الطبيعي في مناطق عديدة و كثير منها لم يتم التنقيب عنه بعد، فضلًا عن تنوع شديد في الكائنات الحية بين الصحاري والغابات والشعاب المرجانية، مصدر اهتمام بيئي وسياحي.
ولفت توفيق إلى ضرورة تجاوز الأبحاث الأكاديمية في الوطن العربي النظريات المجردة، وتركز بشكل أكبر على التطبيق العملي و استغلال هذه الثروات الطبيعية بما يخدم المجتمع العربي ويلبي احتياجاته وهذا ما جذبني في مضامين المنظمة العربية المتحدة للبحث العمي .
وارتأى أن تتبنى المنظمة الجديدة مبادرات ومشاريع بحثية رائدة في هذه المجالات، بالتعاون مع الجامعات ومراكز الأبحاث العربية، وأن تسعى جاهدةً لتطبيق نتائج هذه الأبحاث عمليًا على أرض الواقع بالتنسيق مع الحكومات والقطاع الخاص ، فالعلم من أجل العلم لا يجدي الكثير، ولكن العلم من أجل تنمية المجتمع وازدهاره هو ما نصبو إليه جميعاً.
نماء اقتصادي بدوره أوضح مدير عام مركز لندن للبحوث د. محمد عبد العزيز الخياري أن فكرة إنشاء المنظمة العربية المتحدة للبحث العلمي تراوده منذ سنوات وتحديدًا في ظل تردي التعاطي العربي مع الأزمات في أخر عشرة سنوات ومنها أزمة كوفيد 19 وبعدها العديد من الأزمات التي غاب فيها القرار العربي ويعزى ذلك بحسب رأينا إلى تغييب دور البحث العلمي والابتعاد عن استثمار الثروات العربية المتعددة وفي مقدمتها العقول المفكرة التي يستعين الغرب ببعضها فتمثل أدوات لتقدمه في الوقت الذي نتراجع فيه نحن على كافة الأصعدة .
وأضاف : إن أزمة غزة الأخيرة كانت شرارة صاحبت ضرورة اطلاق هذا الحلم القديم لتقوية اللحمة العربية على الصعيد العلمي ويترتب عليه النماء الاقتصادي والاجتماعي ، فشكلنا في مركز لندن فريق عمل لتقوية ذلك المولود الجديد بعمل دراسات مسحية ومدى جدوى إلى أن وصلنا لهذه المرحلة وتجاوب معنا عدد من العلماء والوزراء السابقين والحالين والسفراء ورجال الأعمال .
ولفت عبد العزيز إلى أن الأسابيع المقبلة ستشهد تنظيم مؤتمرًا صحفياً في إحدى الدول العربية للإعلان الرسمي عن كل التفاصيل والرؤى والأهداف للمنظمة الوليدة التي تشكل حلمًا عربيًا سيحدث نقلة كبيرة لتتحول المنطقة العربية إلى كتلة صلبة سيدة قرارها الاقتصادي .
كما أعرب خمسة من السفراء العرب عن سعادتهم بتناول هذه الأفكار المتضمنة في مشروع المنظمة العربية مبدين كامل تأهبهم للمشاركة في حيثياتها لبلوغ أهدافها التنموية ، وهم : رئيس المجلس العربي الإفريقي للتكامل والتنمية أ.عماد طارق الجنابي – سفيا حقوق الإنسان أ. أمجد شموط من الأردن ود. ادريس نجيم من المغرب والقنصل القمري بالإمارات د. محمد مؤمن ، وأمين عام مجلس اتحاد سيدات الأعمال العرب أ. خيرية دشتي ، – رئيس مؤسسة طريق الرواد أ. أيمن عريقات من الأردن . ومن قيادات مركز لندن شارك سبعة شخصيات هم على الترتيب ، أستاذ التخطيط الاستراتيجي بلندن أ.د حنان صبحي – أستاذ الاتصال بكلية ليوا بالإمارات أ.د عبد الملك الدناني – مدير نظم المعلومات أ. محمد الصوابي من بلجيكا – مدير التدريب أ. سارة كميخ من دولة الكويت ، ومن إدارة التسويق والإعلام بالمركز أ. أحمد حسن – أ. عماد سلامة – أ. اسلام محمد من مصر .
شكل المشاركين في اللقاء التنسيقي حول إطلاق المنظمة العربية المتحدة للبحث العلمي 33 شخصية عربية من 17 دولة ، ثلاثة منها أوربية و 14 عربية جاءت من كل من :- ( مصر – العراق – سورية – الأردن – الجزائر – لبنان – اليمن – الكويت – البحرين – الامارات – جزر القمر – موريتانيا – المغرب – السودان – إنجلترا – فرنسا – بلجيكا ) .