الوضوح ونقاء الصورة أضحى مطلباً أساسياً في كل تفاصيل الحياة، ليس فقط فيما يَرِدُ من الكون إلينا، بل فيما يرد منا للكون وفيما يرد منا لأنفسنا أيضاً..
يعني لو كنت مثلاً تبتسم ولم تدرك بوضوح لماذا تبتسم.. فهذه مشكلة لأن الابتسامة عند عدم فهم الصورة تحمل معانٍ كثيرة قد لا تستوعبها علامة التعجب ذاتها..!
يقول أهل اللغة أن علامة التعجب عجيبة..!! لأن أساليب التعجب ترغمك أن تقف مع المعاني التي ترتبط بها لتفكر وتحلل وتدقق..
فإن قرأت قول الحق سبحانه : {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ}.. ستقف على تفصيلٍ عجيبٍ لعظمة الحقّ سبحانه في كيفية تدبيره لشؤونك.. بل لشؤون الكون أجمع يجعلك تتجاوز نظرتك الروتينية للصباح والمساء إلى نظرة ملؤها التسبيح والثناء والحمد لله على كل التفاصيل.. عندها لو تبسمت، فستكون ابتسامتك واضحة ومفهومة..
المشكلة تكمن أحياناً في التعجب الناشئ عن طلب توضيح الصور الواضحة بطبيعتها، وليس مجرد ظاهرة (الضبابية) أو (تشوش الرؤية) أو (زغللة العين) ..بل هو أمر مقصود ابتداءً.. يعني مثل قول الحق سبحانه : {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ}
قرأ أهل المدينة وأبو عمرو وعاصم بفتح التاء، أي.. بل عجبتَ يا محمد مما نزلَ عليكَ من القرآن.. وهم في المقابل يسخرون منه..
وقرأ الكوفيون إلا عاصماً بضم التاء منسوبة للحق سبحانه، بمعنى عَظُم و كَبُـرَ فعلهم عندي أنهم يقابلون هذا التنزيل بالسخرية والتكذيب.. {إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ}
وهنا قد يسأل أحدهم.. طيب هل الواضح أصلاً بطبيعته يحتاج إلى توضيح..؟
والجواب… : {كلَّا ۖ بَلْ ۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} ..!!
وعليه.. إن كنتَ قد بدأتَ تعاني من اضطرابٍ في الرؤية الواضحة في إدارة حياتك أو أسلوب حل مشكلاتك، وبدأتْ تظهر لديك أعراضٌ تشبه الـ Brain Fog ، عندها أنصحك باستعمال علامة التوقف…
وإلا امتلأت صفحات حياتك بصورة الألف وتحتها النقطة..!!!!