شاركت يومي 5- 6 مارس الجاري لعام 2023 في المؤتمر الدّولي حول المخطوطات ودورها في الحفاظ على الهويّة، وتحقيق أبعاد العقد الاجتماعي” على المنصة الافتراضيّة، قاعة المؤتمرات بمركز لندن للبحوث والاستشارات ، وحقق المؤتمر نجاحاً منقطع النظير . وفي هذا المقام وجدتني أكتب أن لا غرابة في أنّ مجموعة الخصائص التي تتميّز بها الشّعوب في شتّى ميادين حياتهم الاجتماعيّة حضارة، وكل شعب ينتمي إلى حضارة معيّنة هي هويّته، لذلك فإنّ حضاراتنا بمثابة كائنات حيّة، تنشأ وتتطوّر في الزمان والمكان. فلئن تمكّن مركز لندن للبحوث، بتعاون فيما بين الجامعة الخضراء بتونس، وأكاديميّة Acredite للتدريب بالجزائر، وكليّة التربية-جامعة القرآن الكريم بالسودان من تنظيم هذا المؤتمر، فما ذاك إلّا دلالة مشجعّة على درجة وعي الشّعوب بإمكانيّة تحديد هويّتهم بمخطوطاتهم، ككنوز لا بدّ من استنطاق نصوصها، التي تضمّنت وسائل الحوار والنجاح والتطوّر والعقد الاجتماعي. لقد تمكّن المشاركون الباحثون من معالجة محاور المؤتمر الموقر بأوراقهم البحثية، فحدّدوا لنا ماهية التراث المخطوط وأهميته وخصائصه وطرق حمايته، وخاصّة ما يتعلق بقضية الرقمنة Numérisationوالرقابة Conservation والتحقيق، وعدد مخطوطات بعض الدول، والمواد المتعدّدة التي تتكون بها، مثل الورق والقماش والحبر والرق، تأكيدا على أنّه من الكنوز، التي تركها لنا الأجداد، كانعكاس لماضينا المجيد، الذي يجب العناية به، وتطويره لمصلحة الأجيال القادمة، حتى لا تفقد الشعوب بصمة من هويتهم، لأن أهميّتها لا تخلو من إمكانية تجويد وتوجيه كافة مجالات حياتنا الاجتماعية. وعليه ، فقد تضمّن البيان الختامي لهذا المؤتمر اقتراح إنشاء منصة الرقمنة، ومواصلة العناية بالمخطوطات وتحقيقها، وإصدار تشريعات لضرورة مراقبتها وتطويرها بوسائل التكنولجيا الحديثة، من دون نيسان مراجعة مناهج دراستها في العالم، وتشجيع الباحثين والجهات المعنيّة بمجالها.