يشارك الأستاذ في الهيئة الليبية للبحث العلمي د. محي الدين أحمد المدني في المؤتمر الدولي ” أهمية المخطوطات في المحافظة على الهوية ” الذي يقيمه مركز لندن للبحوث بالتعاون مع الجامعة الخضراء بتونس وأكاديمية أكريديت للتدريب يومي 5 و 6 مارس ا2023 ببحث علمي بعنوان ” دور المخطوطات العربية في تنمية الإنتماء الوطني في بيئة التحولات الرقمية ”
وقال في مستهل ملخصه العلمي : يعد النشر الإلكتروني بمثابة الاختزان الرقمي للمعلومات مع تطويعها وبثها وتوصيلها و عرضها الكترونيا او رقميا عبر شبكات الاتصال،هذه المعلومات قد تكون في شكل نصوص،صور،رسومات يتم معالجتها اليا كما أنه عملية اصدار عمل مكتوب بالوسائل الالكترونية و خاصة الحاسب سواء مباشرة او من خلال شبكات الاتصال. ومن ثم فإن النشر الالكتروني هو الاعتماد على التقنيات الحديثة و تقنيات الاتصالات بعيدة المدى في جميع الخطوات التي تنطوي عليها عمليات النشر.
ولفت الباحث إلى أن النشر الالكتروني الى نوعين رئيسيين هما النشر الالكتروني الموازي: وفيه يكون النشر الالكتروني مأخوذا عن النصوص المطبوعة و المنشورة و موازيا لها،اي انه ينتج نقلا عنها و يوجد الى جانبها. والنشر الالكتروني الخالص: وفيه لا يكون النشر عن نصوص مطبوعة،بل يكون الكترونيا صرفا، و لا يوجد الا بالشكل الالكتروني.
وأضاف : يمر السوق العربي والعالمي في مجال تكنولوجيا المعلومات بتحولات سريعة وضخمة. ويتجه الاقتصاد العالمي إلى ما يُسمّى باقتصاد المعرفة (Knowledge Economy). وتتجه جميع الدول العربية إلى تبني تقنيات التعليم الإلكتروني في تطوير أنظمتها التعليمية. وتتجه دور النشر العربية إلى سد الفجوة الرقمية، واللحاق بالركب العالمي حيث يعمل الناشرون العرب حتى زمن قريب في نشر الكتب الورقية فقط، ومع التطور العلمي والتقني، وتطوير مهنة النشر بصفة خاصة، بدأ الناشر العربي يتحول إلى تنويع طرق النشر لتشمل النشر الورقي والإلكتروني، وبصفة عامة أصبح موردًا للمحتوى بكافة أنواعه، ومساهمًا قويًا في نشر المعرفة عن طريق المعلوماتية، مما يساهم في سد هذا الفراغ الضخم للمحتوى الإلكتروني العربي والإسلامي.
وتابع المدني : عند الحديث عن دور المخطوطات العربية في تنمية الإنتماء الوطني في بيئة التحولات الرقمية يبرز اتجاهان متعارضان في هذا الشأن، حيث يؤكد أنصار الإتجاه الأول أن المخطوطات العربية في البيئة الرقمية يواجه اشكاليات كبرى نتيجة انتهاكات الملكية الفكرية عبر الفضاء الإلكتروني وان صناعة النشر الإلكتروني تواجه عقبات نتيجة الحرية السيبرانية والتي تجعل من السهولة الحصول على المخطوطات العربية بدون اى حقوق لدور النشر، في حين يرى أنصار الإتجاه الثاني أن نشر المخطوطات العربية هو جزء من السياسات العالمية الجديدة التي تتيح الحرية والإطلاع المجاني لكل ما ينشر عبر الشبكة العنكبوتية وبالتالي فهو يصل الى كافة المستخدمين ويعمل على تنمية الوعي الوطني بشكل افضل ومن ثم فإن الفضاء الإلكتروني هو بمثابة ساحة عالمية مفتوحة للجميع .