تشارك الأستاذ في جامعة عبد الرحمن ميرة – بجاية بالجزائر د. عائشة مرجع في المؤتمر الدولي ” أهمية المخطوطات في المحافظة على الهوية ” الذي يقيمه مركز لندن للبحوث بالتعاون مع الجامعة الخضراء بتونس وأكاديمية أكريديت للتدريب يومي 5 و 6 مارس ا2023 ببحث علمي بعنوان” واقع التراث المغاربي المخطوط بين حتمية الجمع وضرورة الرقمنة – المخطوط الجزائري أنموذجا “
وقالت الباحثة : تندرج هذه الدراسة ضمن البحث في أهمية التراث المغاربي المخطوط وثرائه وتنوعه، ونخص الدراسة بالمخطوط الجزائري-على سبيل المثال لا الحصر-، ذلك أنه يشكل عينة هامة من التراث الثقافي الإسلامي والعربي، على غرار أن المخطوطات تعتبر من أهم المصادر الأولية والأساسية للتأريخ عبر مختلف العصور، خاصة أن المحيط المغاربي عرف توافد روافد حضارية متنوعة عبر العصور.
لكن ما يجدر الإشارة اليه هنا، هو تعرض الجزائر لأشد أنواع الاستعمار استنزافا واستغلالا، هذا الاستعمار الذي عكف على استنزاف المنطقة ماديا ومعرفيا، هذه الأخيرة التي كانت بتجنيد العديد من الحملات الاستكشافية، في سبيل خدمة الإسطوغرافيا الغربية (Histography) والدراسات الاستشراقية (Orientalism)، التي أعطت قيمة كبيرة للمخطوط، في سبيل تدوين تاريخ الحضارة الإسلامية والعربية حسب النظرة الغربية والاستشراقية. وبهذا أصبحت مختلف الدول الأوربية تكتنز إرثا علميا هاما، عبر مراكز المحفظات ودور الأرشيف والمكتبات، من ذلك المكتبة البريطانية بلندن، المكتبة الوطنية بباريس، دور الأرشيف الاسبانية…
وتابعت مرجع : وإلى جانب ما نهب وسرق من طرف الدول الاستعمارية، عرف المخطوط الإهمال واللامبالاة المحلية من جهة أخرى، حتى الآونة الأخيرة بدأت تظهر بوادر الاهتمام بالمخطوط، من خلال تشجيع الجامعات والعديد من المنظمات والجمعيات الثقافية على تجميع وفهرسة المخطوط، فبدأ الترويج لخزانات هامة، تنوعت بين مكتبات رسمية وخزانات خاصة تم تجميعها وتصنيفها، فيما فضل البعض عدم التصريح بما يملكه من مخطوطات لأسباب خاصة، ولكن لحد الساعة لايزال هناك إرث علمي وثقافي يعاني من التهميش والتظليل.
في خضم هذا نطرح إشكالية هامة: حول حتمية التجميع، والتي تندرج فيها كل العمليات المصحوبة لها من الترميم والتصنيف…، وصولا الى آخر محطة والتي تعد ضرورة ملحة تقتضيها الظروف الآنية ألا وهي الرقمنة، هذه العملية التي ستسمح بالتزود بالمعرفة العملية من مختلف بقاع العالم، ذلك أن المخطوط المغاربي لم يكن نتاج لحضارة واحدة، بل كان نتاج لعدة روافد حضارية.
وبهذا سنتعرض في هذه الورقة البحثية، لواقع وتـجربة الجزائر في عملية تجميع ورقمنة المخطوطات وحرصهم على ذلك، عبر مخبار البحث الوطنية والجامعية، وكذلك رصد جهودها في إقامة شراكات علمية مع الدول الأوربية، من أجل تجميع المخطوطات المغاربية، أو التزود بالنسخ الرقمية للمخطوطات الأصلية.
مع التأكيد على ضرورة وأهمية تفعيل عمليات تجميع وترميم وتصنيف ما تبقى من المخطوطات ، وحتمية رقمنة المخطوطات، الأمر الذي سيسد العديد من الفجوات العلمية في التاريخ العربي الإسلامي عامة والمغاربي خاصة، وسيمد بـمعارف جديدة في مختلف حقول المعرفة العلمية.
نبذه مختصرة عن الباحثة
الـمحور التاسع: دور التقنيات المعاصرة في حفظ وتداول ودراسة وتحقيق المخطوطات