فكرة هذا المقال نبعت من سورة لقمان التي ذكر فيها الله سبحانه وتعالى موعظة لقمان لابنه، أو مبادئ تربية الآباء لأولادهم، وعند تأمل تلك الآيات يلاحظ بأنها تربي الولد تربية للأخرة، لم يقل لقمان قال لابنه يا بني اقرأ وتعلم لكي تصبح طبيباً أو مهندساً أو تاجراً كبير يشار له بالبنان في الدنيا، لماذا لا يستفيد الآباء من موعظة لقمان لابنه ويجعلوها دستوراً لتربية أولادهم، ويتركوا أمر توفير المأكل والمشرب والحياة السهلة لأولادهم لله سبحانه وتعالى الذي تكفل برزق الأولاد وآبائهم كما ذكر ذلك في أكثر من آية:
” قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ……..” سورة الأنعام (آية (151))
كذلك قال الله سبحانه وتعالى” ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطئاً كبيراً “سورة الإسراء(آية (31))
يوضح ذلك أن رزق الأولاد وأبائهم متكفل به الله سبحانه وتعالى لذلك يجب على الآباء أن يتفرغوا لتربية أولادهم تربية للآخرة، لأن التربية أصعب من توفير المأكل والمشرب، لنرى مبادئ تربية لقمان لابنه للآخرة في الآيات التالية(سورة لقمان):
” إذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم”
“يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يأتِ بها الله إن الله لطيف خبير”
“يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور “
” ولا تصغر خدك للناس ولا تمشِ في الأرض مرحاً إن الله لا يحب كل مختالٍ فخورٍ”
” واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير “
وهذه المبادئ في التربية تحتاج لمجلدات لشرحها وتفصيلها وبيان المقصد منها في التربية ولكن تعتبر هذه المقالة بداية، ونلخص هذه المبادئ في عشر نقاط:
أولاً : عدم الشرك بالله.
ثانياً : أن الله يراك وقادر على الإتيان بأي شئ مهما صغر حتى ولو كان حبة خردل.
ثالثاً : إلقيام بالشعائر الدينية، وخاصة الصلاة.
رابعاً: السعي بين الناس بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
خامساً: الصبر على مايصيبك من أذى.
سادساً :عدم الذل للناس والصغار لهم.
سابعاً: عدم المشي بفخر واختيال في الأرض لأن ذلك يغضب الله سبحانه وتعالى يجب تجنب ذلك.
ثامناً: المشي في الأض بقصد.
تاسعاً: الغض من الصوت وعدم رفعه.
عاشراً: معرفة أن الصوت المنكر هو صوت الحمير.