إن القيادة الاستباقية هي عملية توليد وتشريع سلسة إجراءات رائدة مستمرة تُركز على المستقبل بمبادرة ذاتية لإحداث تغييرات، وينبغي على القادة الانخراط في التفكير المُتَعمد لاستهداف الأهداف وتحديد الاستراتيجيات وتحقيق الرؤى، والتركيز في المستقبل والمبادرة الذاتية، ويتم وصف كل من أهداف وسلوكيات القائد من خلال الآخرين بدلًا من أنفسهم، لتحسين الوضع الراهن في الأدوار القيادية وتحقيق مستقبل أفضل للمؤسسة.
وقد عُرفت الاستباقية بأنها أخذ المبادرة في تحسين الظروف الحالية، وأنها تنطوي على تحدي الوضع القائم بدلاً من التكيف بشكل سلبي، وقد نوقش مفهوم القيادة الاستباقية على نطاق واسع في مختلف مجالات السلوك التنظيمي وعُرِف بأنه عمل موجه للمستقبل الذاتي ويهدف للتغيير وتحسين الوضع الراهن لإحداث تغيير إيجابي، بناء يُسهِم في تغيير الأداء الفردي، والنجاح الوظيفي، والعمل الجماعي، والعمليات التنظيمية، والتشديد على ميزة الثبات، إذ لا يتم التغيير دفعةً واحدة، بل عملية طويلة من تواصل مع الآخرين وتنسيق الموارد وتعيين المهام، وحل النزاعات للوصول لإحداث التغيير لتجاوز الوضع الراهن.
تُعد أهم مرتكزات القيادة الاستباقية امتلاك كاريزما عالية، والتميز بالسلوكيات الرائدة الأفضل في تعاملها مع السلوك الاستباقي، للانطلاق الذاتي، والتركيز في المستقبل وتغيير الوضع الخارجي، وتحسين أساليب العمل، وتغذية 360 درجة، لذا تُعد الاستباقية موضوعاً مهماً في السلوك التنظيمي؛ لذا كرّس العلماء قدرًا كبيرًا من الاهتمام لفهم كيفية تعزيز الاستباقية على المستوى الفردي للقائد والفريق، فعلى مستوى الفريق أمر بالغ الأهمية لتساعد على العمل الجماعي بشكل فعّال لتحقيق التطوير الوظيفي.
إن الشخصية الاستباقية تلعب دورًا هاماً في تحسين رفاهية الموظف ويرتبط ذلك بالرضا الوظيفي، ومشاركة العمل، والمناخ الإيجابي، والبئية المحفزة والروح المعنوية العالية، فالاستباقية متلازمة بالسلوك الذي يسبب للفرد أخذ المبادرة، وتبني التوجه للأنشطة الذي يتجاوز متطلبات العمل الفعلية والبحث عن فرص جديدة وتحدي الوضع القائم بدلاً من التكيف بشكل سلبي لتقديم المبادرات،ختاماً إن أهم السمات المميزة للقائد الاستباقي التصرف في وقت مبكر والأثر المقصود في الفريق والبحث عن الفرص، والمبادرة، والمثابرة واتخاذ الإجراءات اللازمة، حتى تصل إلى النهاية الذي يتم إحداث التغيير والسيطرة على البيئة إيجاباً.