الوزان تناول أهمية الإعلام في التصدي للأمية
بعنوان (أثر محو الأمية في نهضة الأمم والشعوب)، اختتم أمس ملتقى الدولي الذي تنظمه رابطة الجامعات الإسلامية، بمقر مركز صالح كامل، بجامعة الأزهر، ويأتي في إطار الاحتفالات الدولية باليوم العالمي لمحو الأمية.
وكان مركز لندن للبحوث والاستشارات حاضراً في ملتقى من خلال حضور فعال لعضوا الهيئة الاستشارية العلمية العليا للمركز عميد كلية الإعلام في جامعة منيسوتا الأمريكية أ.د عبد الكريم عبد الجليل الوزان وعميد كلية التجارة بجامعة الأزهر أ.د الفت جاد الرب .
وشارك الوزان ببحثٍ علمي بعنوان ” أهمية الإعلام في التصدي للأمية وأمية المتعلمين ” جاء في طياته ما يلي :-
أصبح الإعلام اليوم في ظل التطور التكنولوجي الهائل من متطلبات الحياة العصرية ، كما أنه يعتبر وسيلة للتعرف على العلوم والثقافات الأخرى . والتعليم والإعلام ، عاملان متلازمان متفاعلان يُكمل كل منهما الآخر ، وهذا يعزز من الاتجاه الذي يدفع نحو ترسيخ الثقافة الإعلامية ضمن أذهان الجمهور ، وفق منهاج علمي تربوي إعلامي ، يعد بعناية بهدف خلق مجتمع قادر على مواكبة متطلبات الحياة بشكلها الجديد.
و للإعلام أثر كبير في محو الأمية والعمل على نهضة وتنمية الأمم والشعوب من خلال إدخال المفاهيم الجديدة وتصحيح الخاطئة منها باستخدام كافة وسائل الإعلام، ووفق خطاب إعلامي مدروس يتلائم مع كافة المستويات والثقافات وبمختلف الأماكن والأوقات تأسيساً على سياسة حكومية ومجتمعية تضع في أجندتها مخاطر الأمية التقليدية أو أمية المتعلمين والمثقفين في جوانب كثيرة ربما فاتتهم خلال مراحل حياتهم وتعليمهم . ولابد من وجود تربية إعلامية واعية تتلائم مع متطلبات العصر.
وعرج الوزان على أهمية التربية الإعلامية فقال إنها هي اتجاه عالمي جديد ، يختص بتعليم أفراد الجمهور مهارة التعامل مع الإعلام ، وذلك لأن الإعلام ووسائل الاتصال الحديثة أصبحت هي الموجه الأكبر ، والسلطة المؤثرة ، على القيم والمعتقدات والتوجهات والممارسات ، في مختلف الجوانب ، اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً.
وتعد منظمة “اليونسكو” أكبر داعم عالمي للتربية الإعلامية ، وتدعم الكثير من الأنشطة والفعاليات في هذا المجال ، ووثائق أنشطة “اليونسكو” تُعد التربية الإعلامية جزءاً من الحقوق الأساسية لكل مواطن ، في كل بلد من بلدان العالم ، وتوصي بضرورة إدخال التربية الإعلامية ضمن المناهج التربوية الوطنية ، وضمن أنظمة التعليم غير الرسمية، والتعلم مدى الحياة(1).
أما عن الأمية ذاتها فأكد الوزان أنها ظاهرة اجتماعية سلبية منتشرة في أغلب دول العالم وبخاصة النامية منها . ويختلف مفهوم الأمية من دولة إلى أخرى ، فمثلاً في البلدان النامية و يقصد بها الإنسان الذي تجاوز الثانية عشرة من عمره ولم يتعلم مبادىء القراءة والكتابة والحساب . أما في البلدان المتقدمة فيقصد بالأمية الشخص الذي لم يصل إلى المستوى التعليمي الذي يمكنه من فهم التعليمات الكتابية في المواضيع التقنية في عمله . ويبين محمود حسن الغنام في رسالة ماجستير قدمها لجامعة آل البيت 2016 ، أن هناك انواعاً من الأمية، فمنها الأمية الأبجدية و الثقافية و الأيدلوجية والحضارية ومنها أيضاً أمية المتعلمين ، وتعزى أسباب انتشارها إلى عدة عوامل اقتصادية وبيئية واجتماعية وإدارية وسياسية ، وتعد وصمة عار في جبين القرن الحادي والعشرين الذي يتصف بالنضج الفكري والتسابق العلمي. ولايمكن تحقيق الاستقرار والتفاهم والنمو والتماسك الاجتماعي وصولاً لإنتاج وتقدم مجتمعي متحضر يصل إلى مصاف المجتمعات العالمية الراقية ، بعيداً عن العقبات والغموض والتخلف والأمراض مالم يتم إيقاف تفشي الأمية . وظاهرة تفشي الأمية في البلاد العربية على وجه التحديد تعود إلى عوامل كثيرة مختلفة فهناك السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية ” نذكر منها :- الزيادة السكانية الكبيرة في البلاد العربية – ضعف الكفاية الداخلية لأنظمة التعليم التي تؤدي إلى تسرب الأطفال من التعليم – عدم تطبيق التعليم الإلزامي بشكل كامل في معظم أقطار الوطن العربي – عجز معظم الحكومات العربية عن تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص التعليمية التربوية – عدم جدوى الإجراءات التي تتخذ بشأن مكافحة الأمية وتعليم الكبار في البلاد العربية – عدم ربط التنمية الثقافية والإجتماعية في البلاد العربية بالتنمية التربوية التعليمية – تدني مستوى المعيشة وانخفاض مستوى الدخل في معظم الأسر العربية (2).
وتكمن الإشكالية البحثية هنا في كيفية قيام الإعلام بمجابهة الأمية ؟ ، وماهي أفضل سبل المجابهة ؟ ، وماتأثير العوامل السياسية والحكومية والإجتماعية والدينية والإقتصادية في ذلك ؟، وخاصة في المجتمعات متوسطة التحضر والثقافة ، وماهو الخطاب الإعلامي المناسب ؟، وهل يمكن تهيئة المقومات العلمية والإعلامية والكوادر المتخصصة ، وتوفيرالأجهزة والمعدات اللازمة ، والمضي بكل ذلك وفق منهج دقيق ؟.
وخلصت دراستان استعان بهما الوزان في بحثه إلى :
ضرورة تنفيذ برامج محو الأمية الإعلامية في المدارس، ولا سيما في المرحلة الثانوية، من أجل المساعدة على تطوير نهج مميز ونقدي للتغطية الإخبارية للمستهلكين في وسائط الإعلام وتعزيز الوعي الإعلامي وتطوير محو الأمية الخاصة بالإنترنت لمكافحة المفاهيم الخاطئة ، والتحيزات، وخطاب الكراهية.
هناك أثر للإنفاق العام على التعليم في خفض معدلات الأمية في الأردن.
إن العلاقة بين حجم الإنفاق العام على التعليم ومعدل الأمية هي علاقة عكسية ، أي بزيادة معدل الإنفاق الحكومي على التعليم تنخفض معدلات الأمية في الأردن .
زيادة الإنفاق على التعليم يساهم في تغلب المجتمع على العديد من المشكلات والتحديات مثل الفقر والعولمة .
وبناء على كل ماورد فإننا نوصي بالآتي :
دعوة الإعلاميين والتربويين إلى التنسيق بين قطاع التربية وقطاع الإعلام في تخطيط المحتوى الإعلامي التربوي الذي يمكن تقديمه للطلبة من أجل نشر الوعي والمعرفة .
دعوة المؤسسات التعليمية إلى التوظيف الأمثل لإمكانيات مؤسسات الإعلام ووسائل الاتصال الجماهيرية في خدمة العملية التربوية التعليمية ومحو الأمية .
الاهتمام بالتربية الإعلامية كونها أحد الموضوعات الحديثة التى يغفل عنها الكثير وتندر فيها الدراسات السابقة ولها دور كبير في عملية التنشئة الإعلامية واكتساب القيم والمعارف ، وتصبح أكثر تأثيراً عندما تتكامل أدوار الآباء والمعلمين والمتخصصين فى الإعلام وصناع القرار لخلق وعي نقدى أكبر بين الأفراد.
ضرورة التوجه نحو إيجاد وتحديد طرائق وأساليب علمية وإعلامية مناسبة في التعليم ورفع كفاية العملية التربوية للوصول إلى تعلم ناجح يكون بمقدروه تحجيم الأمية إلى أقل قدر ممكن .
ضرورة وجود إستعداد نفسي وثقافي ووطني لدى الحكومات ، من أجل تنفيذ برامج مكافحة الأمية ودعم وسائل الإعلام بلا توقف أو محدودية .
على الحكومات القيام بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني ورجال الدين والأسر وبمشاركة فعالة من قبل وسائل الإعلام من أجل تفعيل برامج مواجهة الأمية .
إعداد مناهج إعلامية وفق أسس علمية ومهنية وحضارية وحيادية ، يراعى فيها وحدة البلاد والنأي عن الطائفية والمذهبية والعرقية ، انطلاقاً من أهمية الإعلام وتأثيره الكبير على المجتمع والرأي العام في عملية التعليم والتثقيف واللحاق بركب الحضارة.
ضرورة تنفيذ برامج محو الأمية الإعلامية في المدارس، ولا سيما في المرحلة الثانوية، من أجل المساعدة على تطوير نهج مميز ونقدي للتغطية الإخبارية للمستهلكين في وسائط الإعلام ، و” تعزيز الوعي الإعلامي وتطوير محو الأمية الخاصة بالإنترنت لمكافحة المفاهيم الخاطئة ، التحيزات وخطاب الكراهية.”(5).
تحسين الأوضاع الاقتصادية وزيادة الإنفاق العام على كل مايتعلق بالتعليم .
بدوره أشار د. أسامة العبد، أمين عام رابطة الجامعات الإسلامية، وكيل اللجنة الدينية في مجلس النواب، إلى أن هذا اليوم يمثل بما لا يدع مجالاً للشك إيقاظاً للوعي لدى المؤسسات والأفراد ومختلف القطاعات الموجودة بالمجتمع، إذ يُنبه ويُلقي الضوء على مدى خطورة ظاهرة الأمية وتأثيراتها السلبية التي تُعيق تقدم المجتمع وما يحدث به من تنمية.
أضاف د. العبد، فلا يخفى علينا أن تعليم الناس وتثقيفهم مسئولية تقع على عاتق كل منا، وذلك في حد ذاته يعد ثروة كبيرة نعتز بها، فالعلم ثروة ونحن نبني المستقبل على أساس علمي، فالتعليم روح المجتمع التي تنتقل من جيل إلى جيل، فلا يوجد تنمية بدون علم وثقافة، إذ ليس الغرض من التعليم معرفة الحقائق فقط، وإنما الغرض من التعليم معرفة القيم التي نبنيها في أفراد المجتمع. فالعلم نور والجهالة حلك، ومن سار في ظلمة الجهل هلك.. فالجهل ظلام، والأمية هي المعنى الحقيقي لكارثة الجهل، فكارثة لأي مجتمع ألا يستطيع الفرد القراءة والكتابة لجهله الشديد بلغة بلده، والأمية إذا انتشرت في مجتمع، اندثرت الثقافات وضاعت الحضارات، وساد التخلف، لكن بالعلم والثقافة تُبنى الدول وتشيد الحضارات .
فالأمية تنبع لدى الأفراد من أسباب مختلفة ومترابطة بشكل عام، تسبب سلسلة من الحواجز التي لا يمكن التغلب عليها في كثير من الأحيان، فالقضاء على الأمية يسهم في النمو الاقتصادي والحد من الفقر وتقليل الجريمة وتعزيز الديمقراطية وزيادة المشاركة المدنية، كما أنه يساعد على الوقاية من كثير من فيروسات العصر والأمراض من خلال توفير المعلومات؛ لذا وجب محو هذه الأمية بالقدرة على جعل الشخص يقرأ ويكتب، وتعزيز التواصل بينه وبين لغته بالكلمات والعبارات الصحيحة، ومحو الأمية حق من حقوق الإنسان ليكون على وعي كافٍ بكل مناحي الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية.
وقضية الوعي هي الشغل الشاغل في مجتمعاتنا.
أكد د. العبد أن ديننا الإسلامي الحنيف قد حثنا على الاهتمام بالعلم والتعلم، فقد جاءت آيات وأحاديث كثيرة تُرشدنا إلى أهمية العلم والتعلم في المجتمع، فقد جاءت شريعتنا مطالبة بالأخلاق، كما في قوله –صلَّى الله عليه وسلم-: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”، فالأخلاق ثم العلم والكفاءة .
ولقد كرَّم الإسلام العلم والعلماء بنزول أول آية على الرسول الكريم محمد بن عبد الله – صلَّى الله عليه وسلم-: “اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ”، وبقوله تعالى: “يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ”، وبقوله تعالى: “قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ”، كما زكَّاهم الرسول –صلَّى الله عليه وسلم بقوله: (العلماء ورثة الأنبياء)، فهذا هو مفتاح السعادة للأفراد والحكومات والجماهير صغاراً وكباراً، فالعلم يبني بيوتاً لا عماد لها والجهل يهدم بيوت العز والكرم.. أي أن البيوت تُبنى بالعلم وتُهدم بالجهل؛ لأن المتعلم يهتم بجميع القيم والمبادئ التي تساعد على بناء البيت، وتفيد المجتمع وتساعد على تنميته ورخائه وازدهاره، بينما الجاهل لا يعرف كيف يتصرف أو كيف يربي ويؤسس بيته .
وقال، إنها رسالة سامية وهدف نبيل، أتمنى أن نستطيع كل من مكانه أن ننهض بها ونحقق ما تصبوا إليه مجتمعاتنا وبلادنا بتفعيل الشراكة والتكامل بين مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني والدولي لمواجهة الأمية، كما يجب علينا أيضاً الاهتمام بالتوعية الإعلامية والثقافية بقضية محو الأمية، وأن تكون على رأس أولويات الدول والحكومات والمؤسسات .
ولسنا أقل عزماً أو إصراراً من “كوبا”، التي قضت على الأمية في عام واحد، عام 61، وكانوا يرفعون شعار: (إذا كنت متعلماً فعلم غيرك وإذا لم تكن متعلماً فتعلم).. فإذا كنا في حاجة إلى محو الأمية الأبجدية، فنحن إلى محو الأمية بكل أنواعها الوظيفية والتكنولوجية أشد حاجة؛ وذلك لا يتأتى إلا بتفعيل دور الجامعات في جهود محو الأمية، فمحو الأمية من الأشياء المهمة التي تسعى لتحقيقها كل البلاد، فهي من محركات تحقيق التنمية المستدامة؛ وذلك من خلال:
وضع القوانين الصارمة لمن يتخلفوا عن التعليم والمدرسة.. بناء مراكز خاصة لمحو الأمية.. توسيع فرص التعليم الإلزامي؛ ذلك لأن الأمية آفة الأوطان، وعبء على الدولة، وخطر يهدد التقدم والتعليم .
إن هناك حكمة صينية تقول: (إذا أردت مشروعاً تحصده بعد عام فازرع قمحاً.. وإذا أردت الحصاد لعشرة أعوام فازرع شجرة.. وإذا أردت الحصاد لمائة عام فعلم الشعب) .
من جانبه قال د. محمد بشاري، أمين عام المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، نحن أمام ظاهرة جديدة وغير مسبوقة للأمية. قديماً كانت الأمية يتم تعريفها بعدم القدرة على القراءة والكتابة، وذلك حين كان القلم هو الوسيلة الوحيدة للتعليم والتعلم. والآن مع تعدد مداخل المعرفة حيث يوجد الكتاب المسموع، والأفكار المرئية في الأعمال الدرامية. يصبح للأمية معنى ومدلول أوسع بكثير .
الانسان في هذا العصر يتعلم بالقراءة والمشاهدة والسماع أو الاستماع. لذلك لدينا ثلاثة مستويات أو أنواع للأمية. فهناك أمية القراءة لمن لا يستطيع قراءة الكتاب والصحيفة أو كتابة اسمه، وهناك أمية السماع والمشاهدة لمن لا يتابع ولا يعرف الخطاب الثقافي المنتشر في الشبكة الدولية، ولمن لا يتابع الفنون والآداب التي يتم إنتاجها في الدراما والسينما… الخ .
هناك طبقة أكثر خطورة من الأمية وهي الأمية الثقافية والتي توجد في طبقات واسعة من المتعلمين الذين قد أنهوا دراساتهم الجامعية ولا يستطيعون معرفة الفارق بين ابن بطوطة وابن البطة. الأمية الثقافية تتنشر في مجتمعاتنا بين خريجي الجامعات أكثر خطورة من الأمية الكتابية .
وأخيراً نأتي لأخطر أنواع الأمية وهي الأمية الدينية في مختلف الأديان حيث يعيش المتدينون عالة على فئة من الدعاة والوعاظ لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً، إذا أراد شراء شيء أو استخدام شيء يتصل بمن يفتي له أحرام ذلك أم حلال؟
إذن ما العمل؟ نحن نحتاج إلى مشروعٍ وطني في كل دولة للقضاء على جميع أنواع الأمية من خلال تحويل هذا المشروع إلى ما يشبه الخدمة الوطنية في الجيش. يقوم بها كل قادر ومؤهل لها .
كذلك نحتاج إلى ثورة ثقافية في الإعلام والسينما والدراما تنهض بثقافة المجتمع ولعل النموذج الذي قدمه المرحوم ثروت عكاشة في الفترة الناصرية يمثل نموذجاً يمكن الإستفادة من وسائلة مع تغيير محتواه وأهدافه .