القرآن الكريم كلام الله سبحانة وتعالى كما قال الإمام علي كرم الله وجهه، كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أذله الله وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع به العلماء، ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، من قال به صدق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هُدي إلى صراط مستقيم.
هذا كله لمسناه في هذا القرن من اكتشاف عجائب القرآن الكريم، وكلما تبحر الإنسان في قرءاته تتكشف معاني ألفاظه وتبين بأنها مستخدمة استخداماً دقيقاً، فمثلاً ما لاحظته من استخدام كلمة (فعل وعمل)، فاستوقفتني كثيراً، لماذا في مواضع نجد كلمة (فعل) وفي أخرى كلمة (عمل) ماهو الفرق بين اللفظين على الرغم من استخدامهما في الكتابات بمعنى واحد لا يكاد يوجد بينهما فرق، فمثلاً يمكن قول أيها التلميذ افعل الواجب، أو أيها التمليذ اعمل الواجب، وبالرجوع للمعاجم يلاحظ أن استخدام كلمة (افعل ) تختلف اختلافاً تاماً عن كلمة (اعمل)، فكلمة افعل الشئ فعلاً وفعالاً، عملهُ، أي الفعل مطاوع فعله، كما قال الله تعالى منبهاً المؤمنين بأنهم يفعلون عكس ما يقولون وهذا مخالف لعمل المؤمنين ” يأيها الذين ءآمنوا لمَ تقولوُن ما لا تفعلوُن” سورة الصف(آية 2).
وفي اصطلاح النحاة: اسمٌ أُسند إليه فعل أصلي الصيغة أو شبه فعل متقدم، وفي النحو كلمة دالة على حدث وزمنه، جمع فعال وأفعال، لذلك يلاحظ أن أي شئ صادر من الله عز وجل يستخدم كلمة( فعل وتصريفها)مثال علي ذلك الآيات التالية:” ألم ترى كيف فعل ربك بعاد” سورة الفجر(آية6)، “ألم ترى كيف فعل ربك بأصحاب الفيل” سورة الفيل(آية1) وهكذا ……، ومن ملاحظاتي إذا لم أكن مخطئة أن كلمة (فعل) يجب أن تتوفر فيها ثلاث خصائص: الأولى: أن يكون الفعل محددا، الثانية: أن يكون للفعل زمن محدد، الثالثة: أن يصدر الفعل من أصل، كما يلاحظ أن كلمة فعل وتصريفها جاءت في القراءان (87) مرة،
أما كلمة عمل تعني فعل فعلاً عن قصد ونية، وعمل مهن وصنع، في رأيي أن القرآن يطلقها على كل فعل يفعله الإنسان وقد يكمله أو لا يكمله بعكس الفعل الذي يجب أن يكون مكتملاً، وكلمة عمل جاءت تعني العمل الذي قد ياخذ بعداً معنوياً أو بعداً حسى ولكنه غير مرتبط بزمن محدد أو فعل محدد، مثل قول الله تعالى “لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون” الأنعام (آية 132)، “عما كانوا يعملون” سورة الحجر(آية 93) تعني أي عمل في أي مكان وأي زمان، جاءت كلمة عمل وتصريفاتها في القرآن (274)مرة، أتمنى أن تكون هذه الخاطرة فاتحة خير لمزيد من المعلومات عن هاتين الكلمتين.