أقلهم قدرة على تحمل الأذى ذات ذكاء ثاقب غير أن العاطفة الإنسانية هي المسيطرة على مسيرة حياتها .. وجه من وجوه أسطورة العراق كونها تمتلك ضميراً يقظاً لا يرضى بظلم يقع عليها أو على غيرها..
دمعتها تمتزج بقشعريرة الرفض للجور والظلم . الشجاعة مظهر من مظاهر الثقة بالنفس، وبالشجاعة يمكن تقليص مساحة الشر ، وعي الإنسان هو شرارة الخير كما يقال .تلك هي المرأة العراقية التي يرمز لها بالنخلة كرمز للحياة والخصوبة والأمومة كما أنها ترمز للأصالة والعنفوان والكبرياء،فالعراقية تؤمن بأن الحياة أكبر من أن يحتويها العقل، وأن الحقيقة مجرد إدراك عقلي بحت دفعها حبها للحياة بما فيها من ثراء إلى ولوج عوالم الإبداع وهو عالم واسع أثمر عطاءً ثرياً رغم كل شيء .
فالعراقية التي صهرت العنصر الانفعالي المتمثل بالظروف التي جثمت على صدور العراقيين لسنوات، صهرتهما في موضوع واحد يوحي بالعمق والإنسانية فيه لفتات الذهن الحاضر وإشراق المعنى المقتص .
وأي امرأة يمكنها الصمود كالعراقية التي دهستها أربع حروب ومثلها الدعاية والكذب والافتراء والمحو والتهميش وعدم امتلاك الإبرة والخبز.
بقيت واقفة باسقة على قدميها كشجرة النخيل ثابتة بجذور عميقة في الأرض ورأسها مرفوع في السماء ، شبابها الغض يقطعه الاكتفاء بفتات الدنيا قنوعة باعتراء الهواء ووسادتها الألفة وشراشفها الخاوية مضاءة بالآمال وخطى الدروب المقفرة .
أحدث تقرير لمنظمة هيومن رايتس أشارت إلى أن النساء العراقيات لا يتمتعن بالحماية القانونية الكافية فيما يتعلق بالعنف الأسري وفي ذات الوقت أشارت إلى إصرارهن على النجاح في تحقيق مكاسب مادية لأسرهن رغم الظروف ،
تفعل ذلك لتنفس عن روعها وتحبط الحقد وتطرد التعاسة وتكسر مخالب الزمن بغياب عناصر الفرح وبنهيار السد الذي تأتمن اليه بغياب شريكها في الحياة في الحرب او الاسر او الموت ،
كل عام والمرأة العراقية نخلة شامخة عصية على الغير( عيدج مبارك ) .