جُبل الإنسان على حب الحياة، فالمال والبنون زينة الحياة الدنيا وكذلك الجاه والسلطان والشهرة وأشياء كثيرة أخرى. فتأملت جيداً الحياة من حولي، ففي خضم الحياة تتعدد المشكلات وتتشابك المسؤوليات ( أسرية – عملية – تجارية …. ) هنا علينا أن نقف مع النفس لنعرف وندرك … أين نحن ذاهبون ؟
تتمثل عملية التفكير بعدد من العمليات، وأول مرحلة تكون مرحلة الاستقبال فتبدأ بإحساس ووعي الإنسان عن طريق الحواس الخمسة وفهم وتفسير ذلك الإحساس وإعطائه قيمة ومن ثم حفظه وتخزينه، في المرحلة الثانية تبدأ عملية المعالجة وهي التفاعل الوجداني مع الموقف أو التفاعل اللفظي مثل السؤال عن بعض التفاصيل أو إعطاء إجابات أو تذكر الأشياء واسترجاع بعض المشاهد والتفاصيل، والعملية الأخيرة تكون عملية الإرسال، وتتكون من تحليل أسباب الحادثة وتركيب مخطط واضح للفعل القادم، ومن ثم التطبيق، ومن هنا تتبين أهمية التفكير في حياة الإنسان. ( د. محمد ريان (2004)، مهارات التفكير وسرعة البديهة ، عمان-الأردن )
الإنسان لا يستطيع الاستغناء عن عملية التفكير، فعند اتخاذ القرار قد لا يستطيع الفرد التحكم في الظروف والمؤثرات الخارجية التي تحدث، ولكن لدى الإنسان القدرة على أن يقرر كيف يتعامل مع هذه التحديات عن طريق التفكير فهو بإمكانه التركيز على الحل، وأن يقرر السلوك الذي يناسب المشكلة عن طريق التفكير.
راودتني تلك الأفكار وانا أتابع الناس في الحياة فلا أحد مستريح الكل كادح والكل يتذمر والكل يائس وقلة التي آمنت بأن لنا رب يتدبر أمورنا ، تذكرت المدير وهو يدوي بين الموظفين كأن غداً يوم القيامة ويسمع الأذان حي على الصلاة وإذا هو موعد بداية الاجتماع ، وتذكرت العامل البسيط الكادح وهو يمشط الشارع والابتسامة لا تفارق وجهه وعند سماع الأذان يترك معوله ويدخل للمسجد ويلتقي بالبارئ ويفضض ما به من هموم لا يسمعها إلا خالقة بسكون وهدوء.
فعلاقة الفرد مع خالقه تحظي بالأولوية للاطمئنان والراحة النفسية فالصلاة عماد الدين في الحقيقة ليست مجرد عبادة، إنها وقفة يجتهد كل منا أن ينسى الدنيا وما فيها ويناجي الواحد الأحد يطلب منه المدد النوراني العظيم من خالق الكون كله ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ).
قف مع ذاتك حاسبها لقول الرسول الكريم ( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم )
القلب المنكسر سينجبر … والطريق المسدود سينفتح …. وأمورك المعوجة ستستقيم … ومتاعبك ستشفى … وقلبك سيزهر بإذن الله … فثق دائماً بالله وتفاءل خيراً ولا تحزن عندما لا يذكرك الناس إلا وقت الحاجة … بل ابتسم لأنك كالشمعة إذا أظلمت حياتهم أسرعوا اليك, ولا تقل فلان لا يعرفني إلا وقت الحاجة ..
علمتني الحياة بأن هناك أصدقاء وأقارب حسب الظروف وأصدقاء وأقارب في كل الظروف، وعلمتني الحياة أن عدواً صريحا واضحا أفضل 1000مرة من صاحب أو صديق أو حتى قريب منافق مخادع ومتلون. وعلمتني الحياة أن الطعنات الأشد هي ممن كانوا يوماً الأقرب لنا.
ما رأيت أعدل من الأيام تدور دوائرها كالرحى تنصف المظلوم ولو بعد حين وتصيب الظالم في أعز ما يملك .
مع الله لا خوف من بشر ولا رهب من مكر ولا ثلث من غدر .
مع الله لا الأمس يحزنك ولا اليوم يشغلك ولا الغد يقلقك .