د.جليلة الطيب بابكر يونس جامعة الجزيرة – السودان تخصص التفسير وعلوم القرأن
قال الله عز وجل : ﴿ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [المائدة :2] ، فالتعاون والعمل التطوعي ظاهرة اجتماعية تحقق الترابط والتاَلف والتآخي بين أفراد المجتمع ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :” مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ ، مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى .
يعتبر العمل التطوعي من أهم الوسائل المستخدمة للمشاركة في النهوض بمكانة المجتمعات في عصرنا الحالي ، ومن ذلك : التجاوب الاجتماعي في أوقات الشدة ومجهودات الإغاثة ، وحل النزاعات و تخفيف آثار الفقر ، وقد لعب المتطوعون دوراً هاماً كماً وكيفاً في رعاية و تطوير الدول .
التطوع ليس واجبًا أو مفروضًا؛ بل هو عمل اختياري ، وذلك يتبين في قول الله تعالى: ﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوٰلَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ – ( البقرة :٢٦٢) .
ويهدف العمل التطوعي الى : دعم التنمية الاقتصادية : يقول الله : ﴿ وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد فى الأرض إن الله لا يحب المفسدين﴾ (سورة القصص : 77) .
دعم التنمية الاجتماعية : عن طريق تنمية المشاعر الإنسانية ، ومد الرعاية للمستضعفين وتقديم المسـاعدة للمحتاجين ، ويعبر عن مدى الترابط القوى بين أفراد المجتمع .
دعم التنمية الفكرية : لما له من أهمية رفيعة في كافة مظاهر النشاط العلمي بجميع أنواعه وأشكاله .
ضرورة التوسع في مفهومـه ، بحيث لا يقتصر على عمل معين كبناء المساجـد والمدارس والمستشفيـات ، وإنما يتعدى العمـل التطوعي إلى الأنشطة الزراعية والصناعية والتجارية وغيرها من الأعمـال التحديات المعاصرة .
شعور الإنسان بالعدل والأخوة الإنسانية ، عن طريق الدعم الأسرى والبيئي ، وصدق النوايا وتصفية السرائر ، وذلك في قول الله: ﴿ ونفس وما سواها * فألهمها فجورها وتقواها * قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دســاها ﴾ – (الشمس : (7 – 10) .
تقليل وتخفيف المشكلات التي تواجه المجتمع ، وتنمية روح التعاون في المجتمع .