الوقاية هي الرهان الوحيد للقضاء على الوباء. والاستهانة بذلك باب من أبواب إلقاء النفس في التهلكة. فعلينا أن نكون جادين مع أنفسنا، ونتخلص من غطرسة البطولة المزيفة أمام الموت ونحن نخافه، ونخاف وداع أحبابنا، ولدينا من الأمل ما يفوق أضعاف أعمارنا.
نحن بحاجة حقيقية إلى الوعي، إلى الصدق مع النفس وإعادة ترتيب الحسابات، نحن بحاجة إلى أن نكون أكثر صدقًا بحجم ما نتكلم ونفعل.
علينا أن نقي أنفسنا الهلكة، ونصدق أننا ضعفاء وأن الذين سقطوا على مقربة منا كانت لهم مثل قناعاتنا.
حالة الاتكالية وترك الأمر معقودًا بيد القدر أكبر دليل على الاستهانة بالقدر، إنها ليست ثقة ولا دروشة وإنما هي استهانة بالنفس التي كلفنا الله الحفاظ عليها ورعايتها.
الرهان الآن على حياتك وحياة من تحب، ألا يستحق ذلك أن نتخلص من بعض العادات حتى نعيش آمنين سالمين.
لن ينتهي الوباء بلقاح أو مصل وإنما بسلوك يتغير وعادات تندثر، وظهور مجتمع صحي راق في تعامله، على قدر المسؤولية في الحفاظ على حياته وحياة أحبابه. لا تحكمه عصا التشريعات وضوابط القانون بقدر ما يكون ضميره هو قائده ومرشده نحو السلوك الصحي الآمن في التعامل مع المجتمع والمحيطين به.