سعدت كثيراً بالمشاركة في الصالون الافتراضي الثقافي الدولي الثالث الذي أقامته مؤسسة الحياة المتزنة في الكويت بالتعاون مع كلية الإعلام في أكاديمية البورك في الدنمارك وذلك بمشاركة ست وعشرين شخصية أكاديمية و مهنية عربية.
هذه الدعوة الكريمة لهذا الملتقي الراقي علي مدى يومين اختارت عنواناً لافتاً وهو : الإعلام بين معاول الهدم وأدوات البناء.
وكان طرحي الذي حرصت من خلاله علي إطلاق رؤية طالما ناديت بها يأتي من كوني أشرف بأني ابناً للإعلام المصري والعربي ولا أتحدث من منطلق النقد الجارح أو إلقاء التهم المرسلة علي الإعلام العربي بل من خلال الغيرة عليه والطموح لأن يتبوأ مكانته الائقة به .
كما أكدت أنني لا أحبذ إطلاق الأحكام والاتهامات المرسلة دون دليل أو تفنيد ولا آخذ بنظريات المؤامرة التي تبرر التقاعس واتهام العالم باستهدافنا دون أن ندرك ما لدينا من عيوب ومثالب تستحق العلاج.
وطرحت في مداخلتي وتعليقاتي مايلي:-
-الحرية أساسية لانطلاق الإعلام العربي وتحتاج قراراً بذلك سياسياً ومجتمعياً مع وضع الأسس والضابط.. والأهم من ذلك
-ناديت بإطلاق مشروع الإعلامي الحر، حيث يربى من بدايته علي الحرية والفكر الانتقادي الهادف وسعة الأفق وتنوع الرؤية والتخلص من الرقابة الداخلية حيث يكون الإعلامي أحياناً ملكياً أكثر من الملك… وأيضاً
-لابد من احترام دور الإعلام العربي كعنصر أساسي وفاعل وليس مكملاً أو مجرد أداة للدعاية، فيكون بذلك مرشداً ومراقباً وكاشفاً، وذلك من أجل الصالح العام.
-و لابد من التفريق بين إعلام الشعب وإعلام الدولة وإعلام النظام.
-إعلاء قيم الحيادية أيضاً. فإن لم يكن فالموضوعية في الطرح.
-مراعاة تواصل الأجيال ونقل الخبرات و الاهتمام بالتدريب والتطوير والتعلم من التجارب الناجحة.
-التفرقة بين دور الإعلامي ودور الناشط فهذا الخلط من آفات الاعلام عموماً. و ختاماً قلت:
-إننا في العالم العربي لا نكتشف العجلة، فالأسس معروفة مهنياً وعلمياً والتجارب ماثلة أمامنا والإمكانات متاحة وعلي صانع القرار أن يبادر بالدعم وأن يثق أن الإعلام الحر لصالح الجميع.
وأود أن أشكر هذا الجهد الكبير في التنظيم والإعداد بحضور قمم مهنية وأكاديمية.وتحية للدكتور أحمد سمير رئيس مؤسسة الحياة المتزنة العالمية، والإعلامي الكبير محمد عبدالعزيز الذي أدار الجلسات الماراثونية علي مدي يومين ببراعة واقتدار.
و أعتز كثيراً باختيار ما قدمته كأفضل طرح في اليوم الأول لهذا الصالون من بين عشرات الأوراق العلمية والطروحات الجادة.
وأود الإشادة بكل ما طرح من مداخلات وأوراق علمية بموضوعية وتجرد وبالنقاشات الجادة والاختلافات في إطار الإحترام و الهدوء والحرص علي الصالح العام
كل التمنيات بالتوفيق و أن نقدم مايفيد إعلامنا العربي وبلادنا وأمتنا.