اهتم الإسلام بالحماية الاجتماعية للفقراء والمساكين والأقرباء واليتامى وابن السبيل وفي سبيل الله، للفرد والجماعة على حد سواء، حيث حث على الإنفاق الذي يمثل فضول الأموال، وهي تمثل غير الأموال التي تدفع في الزكوات، كلمة الإنفاق تعني بذل المال في وجوه الخير وأيضاً تأتي بمعنى الفقر والإملاق، لقد ذكرت الكلمة المكونة من الـ (النون والفاء والقاف) في القرءان الكريم خمسة عشر مرة بتصريفات مختلفة مما يدل على أهمية الأنفاق في المجتمع، أنفق، أنفقت، أنفقتم، أَنفقوا، لتنفقوا، ينفقون، لينفق، ينفقوا، يُنفقون، ينفقونها، أنُفقوا، نفقة، نفقاتهم، الإنفاق، المنفقين، وذكرت بمختلف معانيها في75 )) موضعاً في القرآن الكريم في (25) سورة بنسبة( (%22 من سور القرآن الكريم، وبينت الآيات صفات المنفق وشروط الإنفاق وفئات معينة يجب مراعاتها عند الإنفاق، وجزاء المنفق لماله، فمن أهم: صفات المنفق لماله:الإيمان بالله ورسوله(آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه)(سورة الحديد الآية(7))،إقامة الصلاة(والمقيمي الصلاة ومما رزقناهم ينفقون)(الحج (آية (35))، والإيمان بالغيب(الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون)(سورة البقرة (آية (2))، والإنفاق ابتغاءً لوجه الله(وما تنفقون الإ ابتغاء وجه الله(سورة البقرة (آية 272))، أما شروط الإنفاق: من الكسب الطيب(يأيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم)(البقرة(آية (267))، ومن زرق الله (يأيها الذين أمنوا أنفقوا مما رزقناكم)(سورة البقرة (الآية 254)))، والإنفاق ليس مطلوباً من الغني فقط بل ومن قدر عليه رزقه أيضاً ينفق(ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله)(سورة الطلاق (آية (7)))، وألا يكون الإنفاق من الخبيث(ولا تيمموا الخبث منه تنفقون)سورة البقرة (آية (267))، عدم الإسراف والإقترار(والذين أذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا)(سورة الفرقان(آية (67))، والإنفاق يكون بالليل والنهار، سراً وعلانية(الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية)(سورة البقرة (آية274))، أما الفئات التي يجب الإنفاق عليها: وتعتبر هذه الآية هي الوحيدة التي ذكرت الفئات بالتحديد(قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل)(سورة القرة (آية (215))، وفي آيات منفردة ذكر الإنفاق في سبيل الله وهو تحقيق الأمن والأمان، هذا يدل على عظم الإنفاق في سبيل الله، قال الله تعالى(الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم)(سورة البقرة (آية (262))، أما جزاء الإنفاق فقد ذكرته هذه الآيات: (وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه..)(سورة سبأ(آية (39))،(وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانيةً يرجون تجارة لن تبور)(سورة فاطر(آية (29))، (فالذين آمنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كبير)(سورة الحديد)(آية(7))، (وما تنفقوا من خير فلأنفسكم )(سورة البقرة(آية(272))،(وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون)(سورة البقرة(آية(272))، (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون)(سورة آل عمران(آية(92))،(وما تنفقوا من شئ في سبيل الله يوف إليكم)(سورة الأنفال)(آية (60))، (الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا مناً ولا أذىً لهم أجرهم عند ربهم)(سورة البقرة (آية (262))، (وأسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيراً لأنفسكم)(سورة التغابن(آية (16))، ومن الجانب الآخر حذر الله سبحانه وتعالى من عدم الإنفاق و إكناز المال، قال تعالى(والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم)(سورة التوبة(آية (34))، (وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة )(سورة البقرة (آية (195))، يلاحظ بأن القرآن الكريم حث على الإنفاق أكثر من الزكاة، ولم تذكر تلك الآيات الفقراء مثل أية الزكاة، وإنما ذكرت المساكين، والمسكين في الإسلام الذي يملك أقل من خمسين درهماً، يلاحظ بأن نظرية الإنفاق لو تم تقنينها ووضعها بسياسات معينة سواءً من الأفراد أو المنظمات أو الحكومات سوف تغني كل فقير وغني وتحقق الحماية الاجتماعية من العوز والجوع والمرض والفقر. والله أعلم.