كتبت للرجل تحت عنوان ( افهمها حتى لا تظلمها ) وشرحت له طبيعة المرأة العاطفية التي يساعده فهمه لها على الإحسان إلى زوجته ، والصبر عليها ، وكسب محبتها .
واليوم أكتب للمرأة تحت عنوان ( افهميه حتى لا تظلميه ) لأشرح لها أيضاً طبيعة الرجل المباشرة التي يساعدها فهمها لها على الإحسان إلى زوجها ، والصبر عليه ، وكسب محبته .
الرجل غير المرأة ، فلا تتوقعي أن يكون عاطفياً ، حتى وإن كان كذلك في بعض الأحيان ، فإنه لن يستطيع أن يبقى عاطفياً دائماً .طبيعته المباشرة تجعله يريد توفير حاجاته دون تلكؤ ، وطاعة أوامره دون مناقشة ، والإنصات إليه دون مقاطعة . قد تجدينها طبيعة متعبة لك ، مرهقة لأعصابك ، لكنك إذا فهمت هذه الطبيعة جيداً ، واستفدت من فمها في مداراتـه ومراعاته والصبر عليه ، فستأخذين منه كثيراً مما تريدين من كرم مادي وعاطفي ؛ ولو بعد حين.
من طبيعة الرجل أنه لا ينجح كثيراً في الجمع بين عملين أو اهتمامين أو متابعتين في وقت واحد ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه فحين تجدينه منصرفاً إلى أمر ، أو مشغولاً بعمل ، أو يتابع برنامجاً ، أو يقرأ في صحيفة أو كتاب ، فاحرصي على ألا تقتحمي عليه ما هو فيه ؛ إلا إذا كان سؤالاً عابراً ، أو إخباراً بأمر ، أو استئذاناً بالخروج من البيت مثلاً .
أما أن تحاولي انتزاعه مما هو فيه ليتفرغ لك تماماً ، فستبوء محاولتك ، في الأغلب ، بالإخفاق ، وقد يكون رده غاضباً وقاسياً .
ومن طبيعة الرجال أنهم لا يرتاحون لانتقادهم ولومهم ، وانتقاصهم ؛ وخاصة إذا كان أسلوبك في ذلك فوقياً ، وحاداً ، واتهامياً .
إذا كان لا بد من نصحهم ، وتنبيههم ، وتحذيرهم ، فليكن أسلوبك رفيقاً ، لطيفاً ، غير مباشر .
ابدئي بتقدير زوجك ، أو شكره ، أو الثناء عليه ، ثم انتقلي بلطف إلى إبداء ملاحظتك ، أو طلبك ، أو اقتراحك .
ابتعدي عن المواجهة ، واحرصي على الرفق ، واحتالي في مخاطبته .
أنتقل إلى أمر يهتم به الرجل كثيراً ، وقد لا تقابله المرأة باهتمام مماثل ، بل إن كثيرات من الزوجات يستنكرن على أزواجهن ذلك . وأعني به المعاشرة الزوجية ، فهي عند أكثر الرجال أهم شيء في حياتهم الزوجية ، وأكثر ما لا يتسامحون فيه مع زوجاتهم إن امتنعن عنه.
في نيويورك صدر كتاب عنوانه :
( Secrets About men Every woman should know )
( أسرار عن الرجال ينبغي على المرأة معرفتها )
مؤلفة الكتاب ( باربرادي انجيليس ) استشارية ذات خبرة طويلة ، تشرح فيه للمرأة كثيراً من طبائع الرجل التي تجهلها كثيرات من النساء .
قالت المؤلفة في مقدمتها:
“إنها نجحت في معالجة مشكلات زوجية كثيرة حتى اكتسبت معرفة لا تقدر بثمن ، ولهذا فهي تريد أن تُطْلع الزوجات على تلك الأسرار ليستفدن منها في كسب أزواجهن “
وتشير المؤلفة إلى أهمية معرفة المرأة لهذه الأسرار بقولها : إنني لا أبالغ إذا قلت إن كشف هذه الأسرار واطلاع الزوجة عليها يمكن أن يؤدي إلى تغيير حياتها تغييراً إيجابياً كبيراً .
وتحذر المرأة من صدها زوجها إذا رغب في معاشرتها بقولها:
يشعر الرجل بأن امتناع الزوجة عن المعاشرة دليل على أنها ترفضه ، فالجنس بالنسبة للرجال عموماً وسيلة لتقديم أنفسهم على المستويين الشعوري والجسدي ، فإذا أعرب الزوج عن رغبته في المعاشرة فإنه يعرض ما هو أكثر من الجنس ، فهو يقول على المستوى اللاشعوري : (( من فضلك اقبليني )) . فإذا رفضت المرأة طلبه فإنه لا يأخذ قولها (( إنني متعبة )) و (( ليس الآن )) بالمعنى الحرفي ، وإنما يفهم أنها لا تحبه ، أو كأنها تقول له : (( لا أريدك )) فأنت إنسان غير مرغوب .
فإذا امتنعت الزوجة عن العاشرة عدة مرات فإنه ببساطة يتوقف عن المراودة ، والأسوأ من ذلك قد يجد لنفسه متنفساً آخر ساعياً إلى من يستطيع قبوله خارج نطاق الزواج ، وهذا هو الانحراف بعينه !.
لهذا تنصح المؤلفة الزوجات بعدم رفض المراودة من الأزواج . وهذا لا يعني أن على الزوجة أن تقول (( نعم )) دائماً ، وإنما عليها أن تفهم حساسية الزوج كأن تقول له : مثلاً (( إنني أحبك .. لكنني أشعر بالإرهاق والتوتر بسبب العمل ، ولن أستطيع تلبية رغبتك بالطريقة التي أريدها الآن .. هل يمكنني أن أنعم بالنوم في حضنك حتى الصباح .. وحتى أستطيع أن أعرف طبيعة حالتي ؟ )) .
بعبارة أخرى ، كما تقول الكاتبة ، إنه إذا لم تكن الزوجة مهيأة نفسياً للمعاشرة فإن بإمكانها أن تقول : (( لا )) للمعاشرة ، و (( نعم )) للحب ، إن مثل هذا الرد لا يؤذي الزوج ، ومن يدري .. فبعد تبادل العواطف الهادئة والحنان الدافئ معاً قد تتهيأ الزوجة نفسياً للعلاقة الحميمة ! .
وتنصح المؤلفة الزوجـة بأن تكون أكثر تفتحاً وأن تقوم هي أحياناً بالمبادرة ، فالرجل يحب ذلك . ثم إن الرجل إذا بدأ بالمبادرة – كما يفعل في معظم الأحيان – فإنه يغامر باحتمال الرفض أو الصد . لذلك يحب الزوج زوجته إذا شعر أنها مستجيبة على طوال الخط . وعندئذ تتعلم المرأة أهمية الاستجابة لرجلها بأسلوب سلس يدل على الحب والإعزاز وتقدير المشاعر.
ومن الأمور الأخرى التي يحتاجها الرجل في زوجته :
روح الدعابة والمرح ، على أن يكون ذلك في إطار الاحترام وبعيداً عن السخرية من الزوج .
تقول المؤلفة :
إذا حاول زوجك أن يكون مرحاً ورفضت مشاركته فإنه يشعر بأنك تصدينه أو تهملينه ، أو أنك تتصرفين وكأنك أفضل منه . بل إنه قد يشعر في أعماق نفسه بأنك تحكمين سراً على تصرفاته بما في ذلك أداؤه للعلاقة الزوجية .
وربما كان التزامك الجدية الزائدة تجاه الزوج وقت نزوعه إلى المرح وسيلة تذكرة بمعلمته المتزمتة في المرحلة الابتدائية أو بأمه الحازمة أو بأية شخصية أخرى متسلطة وتكون النتيجة أنه لا يستطيع اعتبارك شخصية لطيفة جذابة .
إن المؤلفة تنصح الزوجة بأن تضحك حتى على نفسها وأن تتقبل المزاح من زوجها في غرفة النوم أو خارجها ، فبهذه الطريقة يعم الشعور بالمرح ويشعر الزوج بالاسترخاء ، وتصبح الزوجة أحلى وألطف ، وأكثر جاذبية في عين زوجها . والرجال يدركون مدى جاذبية (( خفة الدم )) ومدى تأثيرها على العلاقة.