منذ بدايات عصر العولمة والمنظمات تقوم ببعض التغيرات الجذرية مثل إعادة الهيكلة والتقليص التنظيمي، والتي لها تأثير سلبي علي العقود النفسية. حيث أن التسريحات التي تحدث تزيد من شعور عدم الأمان للعاملين ويشعر الموظف بأن العقد الضمني للضمان الوظيفي تم كسره عامة، وتؤدي إلي الشعوربانتهاك العقد النفسي. سبق أن عرفنا العقد النفسي علي أنه التصور الذاتي الذي يحمله الموظف في ذهنه بشكل فردي بخصوص الالتزامات المتبادلة بينه وبين صاحب العمل. وعليه فإن انتهاك العقد النفسي يعني أن الموظف شعر بفشل المنظمة في الوفاء بالتزاماتها التي سبق وأن تصورها وأكد لذاته أنها أصبحت التزام واجب علي المنظمة.
في فترات الأزمات الاقتصادية أيضاً عادة ما تقوم المنظمات بتسريح الموظفين من أجل رفع الفعالية والتأثير علي التكلفة. ليس ذلك فحسب، بل أيضاً تسعي إلي زيادة الاجهاد علي الموظف وتحميلة أكبر قدر من العمل، وفي المقابل قد لا يحصل الموظف علي المقابل المتوقع وربما أقل من المتوقع. في هذه الحالة تحدث أعلي درجات الشعور بالانتهاك للموظف ويصبح غير راضي عن المنظمة وغير متحمس للعمل ولا التطوير. وكذلك يبدأ في الشك في كل وعود المنظمة، سواء تلك الخاصة بفرص الترقية أوالمكافآت أوالمزايا العينية الأخري وأي أشكال أخري من التحفيز.يبدأ هنا يتميز الأفراد ذات المهارات الفردية العالية، سواء كانت مهارات إدارية أو معلوماتية أو شخصية. وفي نفس الوقت يخرج من هم أقل كفاءة أو أقل قدرة علي تحمل الضغوط أو العطاء.
لتخطي هذه المرحلة يبدأ الموظفين ببذل جهد إضافي للاستمرارية. و يعد التدريب أحد الأساليب التي يستخدمها الموظفون للتنمية والحفاظ على الأمن الوظيفي الحالي وتحسين فرص العمل المستقبلية،حيث يساعد على استمرارهم في وظائفهم في سوق العمل الداخلية، واقتناص فرص للتوظيف في سوق العمل الخارجي في حالة الفصل. قد يكون من المبكر توقع شكل محدد للأعمال في المرحلة القادمة، لكن مما لاشك فيه أن الأزمة ستغير من شكل وأهمية الكثير من المهن وكذلك طريقة ممارستها، وربما طريقة التعاقدات بين المنظمات والعاملين، وكل ذلك سيؤثر قطعاً علي طبيعة العقود النفسية ويزيد الشعور الجمعي بالانتهاك.