يشارك الدكتور عبد الرزاق إيدير، أستاذ محاضر جامعة “مولود معمري” تيزي وزو، الجزائر، ببحث علمي بعنوان ” فيروس كورونا (كوفيد 19) أو الوجه الآخر للرأسمالية الجامحة”
في المؤتمر الدولي التاسع الذي ينظمه مركز لندن للبحوث والاستشارات بعنوان ” التداعيات الاجتماعية والاقتصادية لفيروس كوفيد_19 علي البرامج الافتراضية في الفترة من ٦ إلي ٨ يونيو 2020.
وقال الباحث في مستهل بحثه : إن أكثر ما نستحضره حالياً في هذه الظروف العسيرة التي تعيشها البشرية جراء وباء كورونا (كوفيد 19) هي المقولة التي مفادها: ” الإنسان هو عدو لأخيه الإنسان “. قلبت جائحة (كوفيد 19) كل أوضاع العالم بشكل عنيف وفي وقت وجيز، بحيث أدت إلى تغيير أنماط الحياة وإضعاف الأنظمة الاقتصادية والاجتماعية.
وأضاف عبد الرزاق : تكمن الدروس الأولية، التي يمكن استخلاصها من تداعيات فيروس كورونا، في هشاشة الأنظمة السياسية والاقتصادية والصحية لمواجهة هذا الوباء. نجد بأن الدول المشهورة بقوتها الاقتصادية والتكنولوجية لم تستطع إجراء الاختبارات الكشفية على كل مواطنيها ولم تتمكن من توفير أجهزة التنفس الاصطناعي في قاعات الإنعاش للمُصابين بكوفيد 19 ولم توفر للجميع وسائل الوقاية مثل مواد التعقيم والكمامات.نُحاول في هذا المقال تبيان العلاقة بين فيروس كورونا والرأسمالية الجامحة، باعتبار أن هذه الأخيرة أهملت البعد الإنساني لفائدة مصالح وأغراض توسعية.
وأشار الباحث للدور الذي قام به فيروس كورونا في الكشف عن مصدر السلطة الفعلية في العالم و إسقاط القناع عن المكانة الُمهينة التي يحتلها الإنسان في برامج و استراتيجيات الدول. كما أثار فيروس كورونا حربا كلامية حول مصدره و ترَك البعض يُلمٌحون بأنه فيروس مخبري، تم إعداده لخدمة أغراض و مصالح توسعية. و شهدت الساحة العالمية تبادلا للتهم بين رؤساء بعض الدول حول مصدر هذا الوباء ولم يُخْفِ بعضهم حالة الإحباط لديهم بسبب نقص التضامن و التآزر الدوليين لمواجهة جانحة كوفيد 19.
وفي ختام بحثه دعا عبد الرزاق إلي استغلال الحجر الصحي المفروض على أغلب دول العالم لمراجعة الذات و التفكير و التأمل، بحيث كنا عاجزين في وقت قريب إيجاد الوقت الكافي للتفرغ لمثل هذه السلوكيات، بسبب الوتيرة المُذهلة لنمطنا الاستهلاكي الذي أفرزته الرأسمالية الجامحة. تنتابنا خلال هذه الظروف الاستثنائية أسئلة فلسفية كلاسيكية حول مصير و مستقبل الإنسانية.