بعد أن أثار البعض بلبلة بشأن جواز الإفطار في شهر رمضان لتجنب الإصابة بفيروس كورونا ، نسوق إليكم الرأي الفقهي في هذا الأمر ويوضحه د. مسعود صبري أستاذ مشارك في الفقه والأصول بالكويت : الإفطار بسبب التخوف من فيروس كورونا لا يجوز شرعاً، لأنه يخالف عموم قوله سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، واستثنى الله تعالى أصحاب الأعذار وعلى رأسهم المرضى الذين يصعب عليهم الصيام، أما من كان مريضاً مرضاً لا يؤثر الصيام فيه، فلا يجوز له الفطر، لأن قوله تعالى “فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا” يعني مرضاً يمنع من الصيام، ومجرد التخوف من المرض لا يبيح الفطر.
وأضاف ” القول بالإفطار نقض لأصل العبادة بلا عذر، كما أن الادعاء بجواز الفطر قائم على أن الإنسان بحاجة إلى كثرة شرب المياه للمناعة من المرض، وهو ما نفته منظمة الصحة العالمية، فشرب المياه ليس مانعاً من الإصابة بالمرض. بل يشير الأطباء إلى أن الصيام يقوي جهاز المناعة عند الإنسان، وهو ما يحتاجه الإنسان للوقاية من فيروس كورونا، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الصوم جنة”، فهو وقاية للإنسان من الإصابة بالأمراض في الدنيا، ووقاية له من عذاب الله يوم القيامة.
وفي حال المرض، يوضح صبري “إذا كان المرء مريضاً بالفعل، سواء كان كورونا أو غيره، ويحتاج إلى تناول الدواء – وليس تناول الماء- فله الفطر، وعليه القضاء بنص القرآن الكريم. كما يمكن لأصحاب الأعذار أن يفطروا، وإن كانوا قادرين على الصيام، ويكون التخوف من كورونا عاملاً مساعداً وسبباً ثانوياً وليس سبباً رئيساً في الفطر، لأنه يجوز لهم الفطر ابتداءً، كالمسافر، والحامل والمريض وكبار السن جداً وأصحاب الأعمال الشاقة التي لا يقدرون على الصيام معها.