يبدو أن العالم الذي نسي الله كان يحتاج إلى فيروس خفي ليعيدهم إلى ذكر ه ونوره .. يحصد كورونا الأرواح ويرعب البشرية متجاوزاً الحدود، يرفض التعقيم، ويعزل المصابين به بشكل يدعونا للتحسر فعلاً على حال الدنيا..
من أهوال يوم القيامة أن يفر المرء من أمه وأبيه وصاحبته وبنيه وفصيلته التي تؤويه، هي علامات مرتبطة بتكوير الشمس وانشقاق القمر وعهن الجبال المنفوش..
اليوم يلعب كورونا “دور القيامة الصغرى”، شوارع خالية، مساجد بلا صفوف وكعبة بلا طواف، وحدائق تخلو من ابتسامات الأطفال، ناس جاثمين في بيوتهم يخشون حتى التنفس، ترهبهم العطسة وتبعثرهم كحة عابرة..
كورونا اليوم يفرق بين الزوج وزوجه والأخ وأخته ويفر المرء من المصاب دون اعتبار لصلة قرابة أو صداقة، مات البعض بالفيروس ولم يُصَلّ عليهم، ودُفنوا بطريقة نقل البضائع دون أن يمسهم ماء، بثيابهم مرضوا وبذات الثياب دُفنوا..
تخيلوا في نعيم الدنيا ومفاتنها يحصل هذ الخوف والفرار ، يحصل هذا وإمكانية إيجاد اللقاح متوفرة، المطهرات من الكلوركس للديتول متوفرة، الصوابين بأنواعها موجودة، فما بالنا بالفرار يوم الغاشية حين لا يتواجد إلا كتاب إما أن تلقفه باليمين أو الشمال..؟!
كورونا حوّل إيطاليا إلى مقاطعة هندية فقد باتوا يحرقون ضحايا الفيروس، وفي كوريا الشمالية تهديد بإعدام المصابين، ودول أخرى تدفن موتاها بطريقة شهداء البحر..صورة مصغرة ليوم عظيم، الفرق أن يوم البعث تزدحم الأرض وتتقارب الصفوف، يقف الجميع صفاً لربٍ يجيء والملك صفاً أيضا، كورونا أفرغ الأرض من سكانها.هي فرصة يجب استثمارها من هذا البلاء للعودة إلى الله بقلوب سليمة، هي فرصة للطمأنينة بذكر الله وكتابه الكريم. هي دعوة مجانية من كورونا رغم رعبها لكافة الناس، بأن يُطهروا قلوبهم قبل أيديهم، وأن ينظفوا منازلهم بالتسبيح والاستغفار قبل التهافت على المطهرات.
ماهي الفائدة حين يكون منزلك نظيفا.. وقلبك يمتلئ بالقاذورات..؟
يالهذا الفيروس المسكين فهمناه مرضاً ولم نفهمه داعياً إلى الله وصراطاً مستقيماً…