لعل هذه الكلمة ليست كما تبدو عليه من تناسق الحروف مع بعضها البعض بل إنها تعني الكثير كفسحة سماوية تطل على مستقبلٍ أجمل، فالأمل يخلق حالة إيجابية لدى الشخص. فهو يفكر بشكل إيجابي في توقعاته وفي أهدافه وفي مواقفه المستقبلية. وهذه الحالة العقلية الإيجابية تشق طريقها إلى النفس وإلى سلوكيات الفرد لتصبح سلوكياته هي الأخرى إيجابية فيشعر معها بسعادة ورضا .
الأمل في حقيقة الأمر هو طاقة إيجابية يزرعها الله فينا فيصبح الإنسان قادراً على مواجهة المشاكل بشكل أكثر فاعلية ومرونة ، ويعطى له القدرة على تخيل النتائج الإيجابية التي يمكن أن يصل إليها لحل المشكلات التي تواجهه.
فالأمل علاج بديل عن الأدوية الطبية والتي تعالج حالات الإكتئاب وأمراض السرطان الشائعة . فإذا كانت الأدوية تعالج فيكون لها على الجانب الآخر بعض الآثار الجانبية التي تؤثر على الشخص، فالأمل علاج نفسي بديل وبدون أية آثار جانبية. فهو يحافظ على صحة العقل والجسد والنفس . ولكي يتعرف الشخص على الأمل بداخله وكيفية الوصول إليه،عليه أن يدرك أن الأمل رحلة يقوم بها الشخص بالغوصْ إلى اعماق نفسه لمعرفة هويتها واكتشاف مهاراتها ونواحي القوة والضعف فيها . ليعرف ماذا يريد بالضبط من هذه الحياة .
فان الحياة تعطي لنا دروساً قاسية بعض الشيء على أمل أن نكتسب الخبرة والتفكير بشكل منطقي وهادئ مما كنا عليه . ومهما عظم واقع المشكلة إلا أننا نحتاج بعض الثقة بالنفس والأمل بأن يرشدنا الله سبحانه وتعالى إلى أفضل الحلول وأسهلها بأقل الخسائر. وهذه الخسائر قد تكون علاقة هامة أو عمل او حتى حلم. والخسارة تقود إلى الغضب او الكآبة ، والتحدث عنها يعني الإعتراف بأن هناك خبرة حدثت ولابد أن نتعلم منها لتستمر الحياة وتتحول إلى حقيقة إيجابية جديدة.
كما قال الشاعر الطغرائي:
اعللُ النفس بالآمالِ أرقبها
ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
لم أرتض العيش والأيام مقبلةً
فكيف أرضى وقد ولتْ على عجلِ