ينبغي للشخصية المسلمة أن تتحلى بالأخلاق الفاضلة ظاهراً وباطناً، إلا أننا نعيش أزمة أخلاق لعدم ربط الناس بين سلوكهم وعبادتهم، ولعدم فهم بعض الناس لمعاني الإسلام الحقه، لذا لابد من بيان وسائل اكتساب الأخلاق الحسنة، حتى نحاول تطبيقها في حياتنا العملية ، ومنها:
التدريب العملي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم) فإذا لم يكن الحلم لدى الإنسان فطرياً، فهو يحتاج إلى تدريب عملي لاكتساب هذا الخلق فيضع نفسه في مواطن ابتلاء، المرة تلو الأخرى، حتى يغدو الحلم خلقاً له، يقول الغزالي: (الطريق إلى تزكية النفس اعتياد الأفعال الصادرة من النفوس الزاكية الكاملة حتى إذا صدر ذلك معتاداً بالتكرر مع تقارب الزمان حدث منها هيئة للنفس راسخة تقتضي تلك الأفعال وتتقاضاها، بحيث يصير ذلك له بالعادة كالطبع)، كما أن للعبادات أثر واضح في تدريب الأفراد على الفضائل الخلقية؛ فالصلاة مثلاً تعودنا النظام والتواضع في برنامجنا اليومي الذي نعيشه، والصوم دورة تدريبية على الصبر وضبط النفس، والشعور مع الآخرين، والزكاة تدرب صاحب المال على مقاومة الشح وعلى البذل والشعور بالمحتاجين.
القـدوة الحسنة: إن الإنسان كائن اجتماعي، وما من أحد إلا وله مثله الأعلى الذي يقتدي به ويسير على خطاه، ذلك لأن في الفطرة الإنسانية ميلاً للمحاكاة والتقليد، ونجد أن مثلنا وقدوتنا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: “لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا” [الأحزاب: 21].
البيئة الصالحة، والأسرة المسلمة: الظروف المحيطة بكل إنسان هي بالفعل من لها تأثير قوي على سلوكه وأفعاله، فتجد على سبيل المثال من تربى في بيتٍ صالح متدين له تأثير كبير عليه، على عكس من تربى في وسط فاسد فنشأ على الفساد، وكما قال الشاعر: وينشأ ناشئ الفتيان منا..على ماكان عوده أبوه.
وعندما نصح العالم ذلك الشخص الذي قتل تسع وتسعون نفساً وأراد التوبة، فقال له: انْطَلِقْ إِلَى أَرْضِ كَذَا وَكَذَا؛ فَإِنَّ بِهَا أُنَاسًا يَعْبُدُونَ الله فَاعْبُدِ الله مَعَهُمْ، وَلا تَرْجِعْ إِلَى أَرْضِكَ فَإِنَّهَا أَرْضُ سَوْءٍ. ” كما أن للأسرة دور مهم في إكساب الفرد الأخلاق الحسنة، ابتداء بتربية الطفل على الآداب والأخلاق الفردية والاجتماعية كآداب الطعام والحديث والزيارة، ومتابعة ذلك بدعم ومؤازرة لجهود المؤسسات التربوية والتعليمية.
الجليس الصالح: وللأصدقاء أثر في التأثير على أخلاق الفرد؛لذا لابد من متابعة الأبناء للتعرف على أصدقائهم فقد يكون منهم أصدقاء سوء، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل).
الدعــاء: وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع الله تعالى، ويسأله الخلق الحسن، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (وَاهْدِنِي لأحْسَنِ الأَخْلاقِ لا يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إِلا أَنْتَ وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلا أَنْتَ“