ندوة التجربة التركية في التنمية الاقتصادية التي نظمها مركز لندن

المؤتمر الدولي الخامس لمركز لندن – الأردن 2016

اقامها مركز لندن للبحوث وشركة ارت دايمنشن فى الريجنسي

الخبير التركي العادل : تجليات التجربة التركية الاقتصادية أبهرت العالم

عامر التميمي : الاضطرابات السياسية هزت ثقة المستثمرين فى تركيا

ناصر الفضلي : العالم العربي فى حاجة للاهتمام بالبحث العلمي لينهض

استعرض خبير العلاقات الدولية والتخطيط الإستراتيجي ، الرئيس التنفيذي للمعهد التركي العربي للدراسات الاستراتيجية ، الرئيس المؤسس للجمعية التركية للتعاون الاقتصادي والاستراتيجي في انقرة  ، الخبير الاقتصادي الدكتور محمد العادل ، أبرز ملامح  النمو الاقتصادي التركي خلال السنوات القليلة الماضية ، حيث عرض نماذج لتطور قطاعات الاقتصاد التركي رغم الازمات المالية المتتالية التي ضربت العالم أجمع ، والذي حقق قفزات كبيرة في شتي قطاعاته.

العادل أكد خلال الندوة التي نظمها مركز لندن للبحوث والاستشارات الذي يترأسه الدكتور ناصر الفضلي  بالتعاون مع شركة ارت دايمنشن المتخصصة في التدريب وتنظيم المؤتمرات  بعنوان” التجربة التركية في التنمية الاقتصادية ” أن تركيا حققت نقلة نوعية غير مسبوقة وصمدت في وجه الأزمات المتتالية ونجحت في رسم معالم جديدة سياسياً واقتصادياً ، رغم التحديات الكبيرة المحيطة ، مشدداً علي أهمية عودة العلاقات التركية العربية والتخلي عن النظرة السلبية  التي سادت طوال السنوات الماضية ، ولن تعود إلا بعد فتح المؤسسات الثافية مجدداً .

وأضاف :  أن فكرة الندوة ” التجربة التركية ” ليست مشروعاً  ولا هدفاً بقدر ما هي  محاولة لقراءة علمية عملية هادئة لعموم الفائدة  بعيداً عن السطحية من خلال التعرف عن قرب عن وسائل نجاحها في إطار علمي وسط تساؤلات من النخب العربية والانبهار المصاحب لهذه التجربة الرائدة التي لا تخطئها الابصار  ، فلغة الأرقام  لا تكذب والاحصائات لا تتجمل بل تثبت بها حقائق علمية متعارف عليها  ، خاصة في ظل توجه الرافضون  نحو التشكيك فيها متسائلين لماذا تتوجه إلينا تركيا ؟ ولا يطرحون نفس التساؤل حيال التقارب مع أوربا أو أميركا المستعمر الذي أصبح الشريك الاستراتيجي للمنطقة  ، مشدداً علي ضرورة التعامل مع التجربة التركية بعيداً عن المشتركات الحضارية والثقافية  من خلال القراءات الخاطئة بين الطرفين ، لأن الشراكة الاستراتيجية لاتحتاج إلي هذه المشتركات كي تقوم وتنهض ، بل يجب أن تقوم العلاقات التركية علي أساس المصالح المشتركة ولا بد من تهيئة العقول والعيون للقراءة الصحيحية لهذه الشراكة قبل ذلك .

وعرض العادل نماذج مشرقة من النجاحات التي حققها الاقتصاد التركي حيث استطاع الوقوف في وجه الازمات التي عصفت بأعتى الاقتصاديات العالمية منذ أزمة 2008 وحتي الآن ، حيث حققت السياحة التركية طفرة كبيرة واستقطبت قرابة ال35 مليون سائح  خلال 2014 ، فيما نجحت في تسديد كامل ديونها الخارجية ، خلقت أكثر من 6 ملايين فرصة عمل خلال الفترة الماضية في وقت عجزت الاقتصادات الكبري علي المحافظة علي مستوي الوظائف لديها، من خلال إدارة التنوع كأحد مفاتيح النجاح رغم تعدد العرقيات علي أرضها  ، فضلا عن الأرضية المعرفية أساس التقدم من خلال قرابة 200 جامعة يتخرج منها نحو 500 ألف طالب سنوياً بخلاف الدارسين من  مختلف دول العالم ، كون الاستثمار في العقل البشري أهم صور الاستثمار الناجح مشيراً إلى أن تركيا تمنح كل صاحب فكرة وإبداع 17 ألف دولار كتشجيح كمنحة لاترد وليس قرضاً ، وتطرق العادل إلي القاعدة التشريعية التي بيت عليها النهضة التركية الحديثة من خلال آلية المراقبة والمحاسبة حيث سُن قانون يجيز لأي مواطن محاسبة أي مسؤول ، وقبل ذلك كله عمدت إلي تنويع الشركاء الاستراتيجين لتحقيق الاستقلالية في القرار .

وعرج العادل علي قضية الانضمام إلي الاتحاد الأوربي ، حيث أكد أن آلية الدخول اختلفت عن الماضى وتستطيع الآن الدخول بكل قوة ، بل ستقدم لها العضوية علي طبق من ذهب نظراً لقوة اقتصادها وتطورها ، حتي أضحت سادس قوة اقتصادية في اوربا ، مشدداً علي أن الشراكة التركية العربية باتت خياراً استراتيجياً في ظل التحديات الراهنة ، نحن بحاجة لهذه الشراكة ، نأمل تعافي مصر قلب العروبة والعودة مجدداً لدورها المحوري إقليمياً وعالمياً .

وفي رده علي تساؤل من مستشار التنظيم و الادارة عبد الله البعد الجادر حول التحديات الراهنة ومصير الشراكة العربية التركية ، قال العادل أن هناك فواتير مهمة للغاية تدفعها تركيا اليوم بسبب الانخراط في قضايا الأمة  فهناك فاتورة سياسية وآخري اقتصادية ، خاصة في ظل الاستهداف المتعمد من قبل البعض لصناعة الارهاب علي أرضها وعرقة مسيرتها التنموية التي تصب في صالح أمتها الاسلامية ، مهما طال الزمن ستبقي هذه الشراكة محور اهتمام تركيا وخيار استراتجي لا مناص منه .

وأجاب علي تساؤل طرحة الدكتورأصلان المتروك حول الفساد ومدي نجاح تركيا في التعامل معه خلال السنوات الماضية ، بقوله ” آلية المحاسبة التي وضعت مكنت تركيا من القضاء علي أشكال وأنماط عديدة من الفساد الذي كان منتشراً قبل عام 2002 ، لكن الاستثمارات العربية في تركيا لا تتمتع بالديمومة  وتركز علي العائد السريع بعيداً عن المخاطرة .

وفي رده علي تساؤل من صحيفة ” السياسة ”  حول مدى استفادة الكويت من التجربة التركية ومعوقات ذلك أكد العادل علي أن الرسالة من هذه الندوة ليست موجهة للكويت تحديداً رغم انها تحتاج إلي توطين الصناعة كبديل عن تراجع النفط وفقدانها الكثير من الايرادات جراء ذلك ، تركيا تستطيع تقديم الكثير في هذا الصدد ، فضلا عن الجانب العلمي المؤسسي وليس بصفة شخصية كما هو الوضع الحالي ، مشيراً إلي الحاجة الماسة لحراك مدني حقيقي لتحصين الشراكة المستهدفة .

وفي  معرض رده علي تساؤل لصحيفة “حماك” حول الفشل في قيام أي تكتل اقتصادي عربي تركي رغم التقارب الاخير  مع السعودية وقطر ، أكد العادل أن حزب الحرية والعدالة منذ توليه عام 2012 توجه برؤي واضحة نحو التقارب العربي الاقتصادي من خلال المصالحة الاسلامية واكد مراراً علي ضورة التكامل العربي التركي ، لكن المنطقة تعيش حالة من الفوضي والتراجع الاقتصادي ، التقارب السعودي التركي الحالي مجرد تفاهمات في بعض وجهات النظر والشراكة الاستراتيجية التي لم ترقي بعد لحد التكامل أو التكتل ، نأمل تحقق ذلك في أقرب وقت ممكن ، في ظل الضغوط الغربية وسياسة فرض الاجندات الرامية لتدمير المنطقة والقضاء علي مقدراتها، مشيراً إلي أن الشراكة العربية ليست بديلاً عن  التعاون الروسي رغم ضآلة تأثير التوتر القائم مع موسكو ( 3 مليارات فقط ) علي الاقتصاد التركي الذي يعتمد علي وارات الغاز الروسي ، فالأمن القومي الروسي يتطلب علاقة جيدة معنا ، أنقرة تدير هذا الملف بعقلانية شديدة .

ونوه إلي أن الجمية التركية العربية تطالب دوماً بعلاقات قوية تعزز الشراكة بين الطرفين وكيفية استثمار التوجه التركي لخدمة التنمية في الوطن العربى وتحصينها ضد التحديات الراهنه .

وفي تساؤل آخر حول طبيعة العلاقات التركية الاسرائيلية ، بين العادل أن هناك علاقات معلنة وأخري خلف الأبواب ، منوهاً إلي أن سفينة الحرية لكسر الحصار عن غزة دليل واضح علي رفض تركيا للسياسية الاسرائيلية وتضامنها الكامل مع القضية الفلسطينية ، لكن العلاقات بين الطرفين تظل في نطاق دولي ضيق للغاية .

عامر التميمي

من جهته تطرق الخبير الاقتصادي الكويتى عامر التميمي إلي العديد من جوانب القوة في الاقتصاد التركي ، حيث شدد علي أن تركيا محور مهم للغاية إقليمياً وعالمياً كونها ضمن مجموعة العشرين وخطت خطوات فاعلة رغم تحديات الأزمة المالية العالمية وقاومت الكثير من الضغوطات محققة نمواً عند 4.2 خلال العام الماضي وأبقت معدلات البطالة عند 10 % كتلك النسبة في الدول الأوربية .

لكن التميمي يرى أن ثقة المستثمر الاجني تراجعت مؤخراً نتيجة الاضطرابات السياسية والقتال الدائر مع حزب العمال الكردستانى ، فضلا عن تدني قيمة الليرة مقابل الدولار ، وانكشاف الشركات التركية الخاصة علي البنوك بسبب الديون المتراكمة عليها للمؤسسسات المالية ، ما قلص التصنيفات الائتمانية وهذا حال كافة الدول الأوربية بسبب الأزمات المالية العالمية ، لكن الحكومة تتعامل مع هذه المشكلات بجدية تامة ، منوهاً إلي أن العبء المالي الكبير نتيجة تدفق مئات الآلاف من اللاجئين السوريين يعرقل بعض جوانب الاقتصاد من جهة شبة التوقف في الصادرات إلي الشرق الأوسط وهذا تحدٍ كبير

التميمي تحدث عن النقلة الكبيرة في قطاع السياحة حيث استقطبت تركيا قرابة 39 مليون سائح خلال 2014 محققة مدخولاٌ فاق الـ35 مليار دولار ما شكل نحو 5% من إجمالي الناتج المحلي ، ماعزز من جاذبية القطاع للاستثمارات الاجنبية .

مشيراً إلي أن المشكلة الكردية تؤثر بدرجة أو بأخري علي المسيرة التنموية هناك  ما يتطلب من أنقرة العمل علي إحداث التوازن بين السياسة والاقتصاد في ظل التوترات المحيطة بها  .

مركز لندن

من ناحيته قال رئيس مركز لندن للبحوث والاستشارات الدكتور ناصر الفضلي ان الندوات التخصصية سواء الاقتصادية او الفكرية  او الاجتماعية تمثل حالة خاصة من نقل الخبرات والاستفادة من تلاقح الافكار لتقديم منتج قوى يثرى الانسانية جمعاء في مختلف المجالات .

وقال الفضلي في معارض رده على الصحافيين في نهاية الندوة  : ان مشاريع التنمية الاقتصادية ، والاجتماعية في العالم اجمع  لاسيما المنطقة العربية فى السنوات الاخيرة  تشهد تحولات كبيرة في درجة التنويع الاقتصادي والنمو المتزايد   بسبب عدم الاستقرار الذى تشهده  كثير من الدول مؤخرا، مؤكدا الحاجة الماسة الى التقاء فكري  مستمر بين النخب الفكرية فى كافة التخصصات لتدعيم  رأس مال البشري لانه المعول الاساسي لقيادة  عمليات التنمية.

وتابع: ولا يمكن للتقدم الاقتصادي والاجتماعي أن يتحقق من دون توفر القوى العاملة المؤهلة والمتخصصة والتي تستطيع القيام بعمليات التخطيط والتنفيذ لبرامج التنمية ، أي أن قطاعات التنمية تحتاج إلى تخصصات فنية مدربة لديهم الإعداد اللازم المطلوب من التعليم والتدريب والخبرة في مختلف مجالات التنمية

وأكد ان النتائج الخاصة بالدراسات العلمية لدى الدول المتقدمة اقتصادياً  سواء تركيا التى نحن بصدد هذه الندوة حول تجربتها او اى دولة اخرى متقدمة اقتصاديا  ، بأن ما وصلت إليه هذه الدول من تقدم وتطور لم يكن لمجرد توفر السيولة المادية والخامات الطبيعية فحسب ، بل كان ذلك نتيجة للاهتمام بالبحث العلمي وتدارك مؤشراته  وعملية تبادل الخبرات 

دول الاعلام

 بدوره تحدث المستشار الاعلامي لمركز لندن فى استهلال الندوة مرحبا بالضيوف ومهنئا الكويت قيادة وشعبا بالعيد الوطنى ، ومؤكدا على ان للاعلام دور ريادي فى احداث النقلات الاقتصادية بين الشعوب .

وأكد على  ان مركز لندن تعمد اقامة هذه الندوة لتكون بداية سلسلة من الندوات الاقتصادية العلمية المهمة التى تدخل فى نطاق اهمية البحث العلمي وضرورة الاستفادة من التجارب الناجحة وتبادل الخبرات  .

ولفت عبد العزيز ان مركز لندن للبحوث والاستشارات بصدد اقامة مقر فى الكويت فى الفترة المقبلة ، مشيرا الى  ان المركز الذي  تأسس في يوليو 2010 في العاصمة البريطانية لندن له فرع  مهم في الشارقة  ، ولم تكن تلك الندوة  هي النشاط الاول له فى الكويت فقد سبقها منذ عامين اقامة مؤتمره الدولي الثالث فى مقر مؤسسة البحث العلمي  بعنوان البحث العلمي ركيزة للتنمية المستدامة وكان برعاية وزير التعليم العالى انذاك .

واضاف  : جاءت انطلاقته تعزيزاً لدور البحث العلمي ودعماً لمشاركة كافة القطاعات والمؤسسات الحكومية والخاصة ،والتي تسعى لتقديم الخطط والبرامج التنموية لتطوير المجتمع في مجالات الحياة المختلفة ،وذلك إيمانا ً منها بأن التنمية البشرية مسؤولية مجتمعية لا تقتصر على الجهاز الحكومي فقط وإنما للقطاع الخاص دوراً كبير وفعال في المساهمة  بتأهيل تلك الكوادر في التخصصات والمجالات كافة  وعلى جميع المستويات .

فالجهاز الحكومي و إن كان المسئول الأول في تطوير تلك التنمية البشرية لتحقيق مشروعات فعالة ذات معايير عالمية ونشرها على مستوى  المنطقة، إلا أنه بحاجة إلى مؤسسات القطاع الخاص الداعمة  والمساندة لتلك المشاريع  وتنفيذها بشكل عملي يتناسب مع العصر الحديث لتحقق الهدف المنشود  .

وقال ان رؤية مركز لندن تتلخص في تطوير المشاريع التنموية وتأهيل الكوادر البشرية المتخصصة وتدريبها على إعداد الخطط الإســـتراتيجية المستقبلية التي تهدف إلى تنمية المجتمع لتطوير القطاعات الحكومية والخاصة بالإضافة إلى تقديم  الدعم الكامل والشامل للبرامج التي تحقق تلك التنمية .

وزاد : يسعى المركز إلى الأخذ بيد الكوادر المنتجة والمبدعة الفعالة ،وتدريبها على أحدث البرامج التطويرية التي تسهم في بناء المجتمع وفق أولويات منظمة وخطط إستراتيجية معدة إعداداً مميزاً معتمدةً على معايير ومقاييس عالمية تتوافق مع متطلبات العصر في مجالاته المختلفة لتأهيل خبراء متخصصين قادرين على قيادة أنفسهم قيادة  حضارية تساهم في خدمة الفرد لنفسه ومجتمعه  والعالم  .

كادر :

12696285_1038544159520367_942154029_n

الخبير الاقتصادي الدكتور محمد العادل  شدد علي أن حزب العدالة والتنمية أجري مراجعات هامة ، معلناً انه لم يلغي أية نجاحات سابقة في ظل ارضة معرفية راسخة مع المحافظة علي الهوية الوطنية ، خاصة وان الفضل بين السياسة والاقتصاد امر صعب ، في ظل الدعوات والشعارات التي يروج لها الاعلام العربي وقبله الاعلام الفرنسي لما يسمونه بالعثمانية الجديدة ، من خلال اعلاء شعار المواطنه الحقة .

_ASR4466
_ASR4468
_ASR4461
_ASR4297
IMG-20160212-WA0014
IMG-20160212-WA0010
_ASR4483
_ASR4481
IMG-20160212-WA0041
IMG-20160212-WA0040

Sharing is caring!