صفوان البارقي يعرض وسائل شرعية لرفع الوباء

on 17 May 2020, 09:19 AM

يشارك في المؤتمر الدولي التاسع تداعيات كوفيد – 19

د.صفوان بن أحمد مرشد

يشارك أستاذ العقيدة المشارك كلية الشريعة وأصول الدين جامعة نجران- المملكة العربية السعودية د.صفوان بن أحمد مرشد البارقي بورقة علمية  بعنوان ” الوسائل الشرعية لدفع ورفع البلاء والطواعين” في المؤتمر الدولي التاسع الذي ينظمه مركز لندن للبحوث والاستشارات بعنوان: (التداعيات الاجتماعية والاقتصادية لفيروس كوفيد – 19) على البرامج الافتراضية  في الفترة من 6- 8 يونيو 2020م .

ويناقش البحث العلمي الذي تقدم به الدكتور صفوان  الوسائل التي نص عليها الشارع وأقرها، لدفع البلاء قبل وقوعه، ورفعه بعد حلوله ؛ لأن بذل الأسباب من تمام وكمال التوكل على الله تعالى، وتضمن ستة مطالب ، تناولت الوسائل الشرعية الدينية: كترك المجاهرة بالمعاصي، والتوبة والاستغفار من الذنب، واللجوء إلى الله والتضرع والدعاء، والعمل الفاعل في إصلاح ما أفسده الإنسان بالأمر بالمعروف ، والاحتساب على المنكرات الظاهرة، وتناول الوسائل الشرعية الدنيوية لدفع البلاء والطواعين، كالحمية والتداوي، والعزل والحجر الصحي..

وقال صفوان في مستهل ورقته العلمية التي قبلتها هيئة التحكيم بالمؤتمر الدولي  :  شهد العالم في العقد الثاني من هذا القرن بلاءً عم أكثر البلدان، يتمثل في انتشار فيروس (كورونا)، وعُدَّ وباءً عالميًا يشكل تهديدًا للبشرية بالموت، وهو أشبه بكارثة إنسانية حلّت بسكان الأرض، ولها تداعيات خطيرة على مصالح العباد المتعلقة بسلامة أرواحهم وأنفسهم، وأموالهم واقتصاديات دولهم، دفعتهم جميعًا باتجاه التعاون المشترك لوقف انتشار هذا الوباء ، والحد من آثاره، فتداعت منظمة الصحة العالمية، وغيرها من المنظمات والمؤسسات المحلية والدولية لبيان طرائق المواجهة، وكيفية الحمية من هذا الوباء، ولم يقف أهل الاختصاص الشرعي بعيدًا عن هذا الحدث العالمي الذي شكل رعبًا حقيقيًا غير متوهم، بل بادروا للمشاركة الفاعلة في النواحي العملية، والعلمية، ومنها بيان الوسائل الشرعية التي ينبغي على العباد أن يأخذوا بها؛ لرفع البلاء الحال بهم، والمحنة النازلة بديارهم، والتي أظهرت ضعف هذا الإنسان بل ضعف البشرية جمعاء، وافتقارها للخالق – سبحانه.

وتابع في طيات مقدمة بحثه  : بادر أهل الاختصاص في المجال الطبي للبحث في طبيعة فيروس (كورونا)، وأسباب ظهوره، وعوامل انتشاره، وآثاره على جسد الإنسان، وتبين لهم أنه مرض معدٍ سريع الانتشار، وتكمن خطورته في فترة الحضانة الطويلة التي تصل إلى أيام يكمن فيها الفيروس داخل جسد الإنسان، ثم تظهر الأعراض المرضية وتداعياتها بصورة فتاكة تقضي على المريض بعد أن تستهدف جهازه التنفسي والرئتين تحديدًا، وقد أحدث الفيروس في بعض البلدان تداعيات خطيرة عجزت معها الدول عن مواجهته بعد انتشاره وتحوله إلى وباء، ووضعت الأطقم الطبية أمام تحد كبير ومعادلة صعبة كانت خياراتهم فيها مريرة جدًا، يخير فيها الطبيب بين موت الكبار أو موت الصغار، موت الميؤوس من إنقاذهم أو موت الممكن إنقاذهم، وليس من خيار لنجاة الجميع، لعجز الإمكانات الطبية التي عجزت عن توفير العدد الكافي من أجهزة التنفس والإنعاش، وغرف الرعاية والاستقبال للحالات المصابة والتي خرجت عن السيطرة.

وكان لعلماء الشريعة حضورهم عبر الفتاوى الدينية التي استندت على أصول شرعية وأبعاد مقاصدية، وجذور تاريخية، قاسوا فيها ما حصل اليوم في وباء (كورونا)، بما حصل للأمم السابقة من الطواعين والأوبئة العامة، لوجوه الشبه بين الوباء سابقًا ولاحقًا، فجاءت الدراسات الشرعية والمؤتمرات العلمية ومن جملتها هذا المؤتمر، وما سيصدر عنه من نشرٍ علمي وإنتاج بحثي يسهم في رفع مستوى الوعي الديني في كثير من القضايا والمستجدات التي صاحبت هذه النازلة المعاصرة  ، ومما يتوجب بيانه في دراسة الوباء الحال بنا اليوم، دراسة الوسائل الشرعية التي تقي من الوباء قبل وقوعه، وفي حال وقوعه، وهي دراسة للوقاية قبل العلاج، وللعلاج بعد حصول الداء وانتشار الوباء.