مصداقية الخطاب الإعلامي تجاه قضية القدس

on 16 July 2021, 02:20 AM
أ. د عبد الكريم الوزان
أ. د عبد الكريم الوزان

الخطاب الإعلامي هو  “ نمط الحياة الطبيعي الذي يعيشه الناس والممارسات اليومية التي تصدر عنهم والأفكار والمعتقدات والأحداث التي يمرون بها ، إذ يُنقَل كل هذا ويُبثّ عبر وسائل الإعلام المختلفة، ليصل إلى الجمهور في كل مكان ، وهو  قادر على توجيه الرأي العام كما شاء لما له من تأثير قوي في المتلقي “ (1) .

أما الإعلام فمن ضمن مفاهيمه أنه : التعبير الموضوعي عن عقلية وروح واتجاهات الجماهير في الوقت نفسه ، وهو المرآة العاكسة لتطلعات الجمهور. ويعتمد نجاح الاعلام في تحقيق غاياته الاتصالية – على أكمل وجه – على عوامل مختلفة منها رأس المال والتكنولوجيا والخبرات المهنية ومستوى العاملين القائمين بالاتصال على إيصال رسائلهم الإعلامية للمتلقي والتفاعل معه من خلال التعديل في رجع الصدى لإتمام نجاح العملية الإتصالية .

و الإشكالية البحثية هنا تتمثل في كيفية إيجاد خطاب إعلامي   دقيق وواضح لا يجافي الواقع ولا يغالي. يكون بمقدوره تحقيق الاتصال الإقناعي للمتلقي في الداخل والخارج ، وماهي التحديات الثقافية التي تواجه الدول العربية والإسلامية لتحقيق ذلك  في ظل مفاهيم وأساليب معاصرة كالعولمة والبروباغاندا؟ّ.

والقدس الشريف مدينة عربية إسلامية انتزعت من يد أصحابها الشريف وفيها مقدسات إسلامية ومسيحية ماتزال محل نزاع .

لكننا نرى أن الخطاب الإعلامي السائد في أغلبه يقتصر على التنديد والاستنكار والمطالبات ويخضع لمواقف دولية لها تأثير على بعض أصحاب القرار في الدول العربية والاسلامية .

ووفق ماورد نرى الآتي :

1- أن يكون الخطاب الإعلامي نابع من القرآن  والسنة النبوية ، ومن واقع التاريخ  من حيث إحقاق الحق واسترجاعه وحماية المقدسات الدينية والدفاع عنها .

2-  نؤكد على ضرورة وحدة الرأي والكلمة للقائم بالرسالة الاتصالية على المستوي العربي والإسلامي تجاه القدس وأحقيتها .

3-  العامل السياسي له تأثير كبير على سير العملية الاعلامية ، من حيث حيادية الخطاب الاعلامي  ، وانسيابية تدفق الرسائل الإعلامية ، ومن ثم التفاعل الإيجابي مع الدول الصديقة والمجتمعات المحبة للحق والسلام

4- التركيز على  عامل التكنولوجيا حيث يؤسس لوسائل إعلام يكون بمقدورها إيصال خطاب إعلامي بالشكل الصحيح .

5- علينا الانتباه إلى أن   التعصب الديني والتحيز  الفكري  والجهل والتخلف عوامل تشويش ضد الخطاب الإعلامي الواضح  الداعي لتحرير القدس ولابد من توحيد الرؤى والأفكار على مستوى وزراء الإعلام .

6- من جانبها فإن التفاهمات الدولية وانعكاسها على علاقات الشعوب فيما بينها تعزز من وحدة الخطاب الاعلامي وتدعمه ايجابياً من حيث التاثير في المتلقي على مستوى العالم لكسب التأييد لصالح قضية القدس.

7-  إيلاء أهمية لمقومات الإعلام ومنها رأس المال ،  حيث نحتاج لدعم مالي كبير عربي وإسلامي من أجل التأثير في المتلقي وفق خطاب إعلامي ممنهج .

8- قيام المنظمات والهيئات والجمعيات بدورها التوعوي إلى جانب وسائل الإعلام ضمن خطاب إعلامي موحد لذات الهدف وهو قضيتنا الكبرى القدس.

9- المؤسسات التعليمية والإعلامية ودوائر الأوقاف في كل مراحلها إلى جانب الأسرة يتحتم عليهم التثقيف والتوجيه من أجل فهم الحق الفلسطيني وخاصة بقضية القدس الشريف تجاه التضليل الإعلامي والبروباغاندا الغربية ودعاية الكيان الصهيوني.

10- الانتباه والتدقيق في مايتعلق  بالحوار بين الأديان ، وتقارب الحضارات ، حيث يجب الأخذ بنظر الاعتبار الحفاظ على الحق الفلسطيني والعربي وفق الأصول والثوابت.

11- الاهتمام بالتأريخ والإعلام كعنصرين متلازمين متفاعلين أحدهما يعول على الآخر في إثبات وإظهار الحقائق والتصدي لكل ما يهدد حقيقة ومكانة القدس الشريف .

12- التزام الحكومات العربية والإسلامية   في السعي لتعزيز الهوية الإسلامية من خلال توحيد الجهود الدبلوماسية وإقامة المؤتمرات والندوات وحث السفارات والمنظمات في الخارج و المبتعثين من الطلاب والمكلفين بمهام ودورات حيث يمثل هؤلاء وسائل وأدوات إعلامية للتعريف والحفاظ على تاريخ ومكانة القدس الشريف  وتفعيل كل مايتعلق بها .