كورونا والتعليم الإلكتروني

on 17 August 2020, 06:03 PM
د. أسماء حمزة
د. أسماء حمزة

التعليم عبر المنصات سيصبح له شأن كبير بل سيصبح أحد الركائز التي تقوم عليها العملية التعليمية لأنه يوفر مزايا كثيرة لأنه يوفر الوقت والجهد والمال ويسهل التعليم عبر التفاعل بين المتعلم والمعلم ويمكن من تجاوز عقبات عدم توفر المدارس والتكلفة لبناء مؤسسات تعليمية فالأمر يحتاج إلى كمبيوتر وإنترنت ولكن هذا لا يلغي التعليم الحضوري ولا غني عنه خاصة في العديد من التخصصات التقنية والطبية التي تحتاج إلى ممارسة التطبيق والتجريب من طرف المتعلم. ويبقى العلم والتعلم عملية إنسانية في المقام الأول وركيزة مهمة لإقامه المجتمعات وهذا بأي شكل من الأشكال سواء عبر الطريقة التقليدية أو الإلكترونية المهم إبقاء العملية التعليمية مستمرة وكسب العلم مستمراً على الأرض.

التعليم يعتبر ركيزة مهمة من ركائز تقدم المجتمعات والإعلام له دور مهم في توعية تلك المجتمعات ودمج التعليم والإعلام الالكتروني لتقديم خدمة في ظل الظروف الراهنة لابد منه لتحجيم الخسائر الناجمة من ما آل إليه  فايروس كورونا و يعمم أيضا في حالة حدوث معوقات أخرى  فيمكن أن نعتبره حل طارئ في ظرف طارئ وتنشيط المنصة الإلكترونية  من الإيجابيات التي التمسناها في إدارة هذه الأزمة لمواكبة عجلة العلم والتعلم لما فتح آفاق كبيرة جداً لمجال التعليم وتنمية معرفة ومهارات معينة لكن من وجهة نظرنا وعدد من الأكاديميين التعليمين أن استخدامه منهجاً يعمل به بصورة كاملة في الظروف الطبيعية  لا يتم عن طريقه استبيان مهارة الشخص وإبراز علمية الفرد وأخذ كامل حقوقه إضافة إلى أن الارتباط المباشر لكل من الأساتذة والطلاب في المدارس له أهمية بالغة في نقل المعلومة الحية المتكاملة وزيادة انتباه الطلبة بإشراكهم المباشر كمساهمين لا  كمتلقين، وهذا سيزيد من عامل التحفيز وسيحقق نتائج أفضل .وفي حال استقرار الوضع الراهن فلا بأس من الاستفادة من التعليم عن بعد واستخدام المنصات الالكترونية مع دمجة بالتعليم الحي (التعليم الجامعي) لكون التعليم عن بعد لا يخلو من السلبيات  ويفضل عدم التعميم ولا التضيق في تطبيق هكذا مشاريع .

فاختيار الوسائل التعليمية يشكل تحدياً أساسياً في التصميم التعليمي التقليدي والإلكتروني. يجب أن يبذل المحاضر جهداً لتحديد الوسائل التفاعلية المناسبة لكل طريقة؛ فعملية إشراك الطلبة الموجودين في أماكن مختلفة، والمحافظة على انتباههم عبر الأجهزة، ليست بالأمر السهل ولكنها بالتأكيد ليست مستحيلاً وتعتبر الامتحانات الكتابية الوسيلة الأكثر شيوعاً وخصوصاً في الامتحانات النصفية والنهائية والتقييم الإلكتروني يبدو متعسراً، لتعذر عملية المراقبة تفادياً للغش باستخدام نفس الأجهزة.

إن مسؤولية المحاضر هنا أن ينوع وسائله لتغطي الاحتياجات المختلفة؛ وهنا يحتاج المحاضر إلى أن يختار البرامج والتطبيقات المناسبة لتجهيز “تركيبة” من المواد التعليمية تتماشى مع الأنماط المختلفة و توفر التكنولوجيا عاملاً مهماً لنجاح فكرة التعلم الإلكتروني، فبدونه سيغدو الأمر مجرد حلم. وهناك مستويات مختلفة لهذا التحدي؛ فتوفر الأجهزة وشبكة الإنترنت وسرعة الإنترنت وحُزَم الإنترنت، كل منها يُعدّ تحدياً بذاته أو مجتمعاً مع الأخريات وأخيراً  الدخل الاقتصادي الذي يعاني منه جزء من المتعلمين لعدم امتلاكهم أجهزة كومبيوتر وبالتالي يؤدي ذلك إلى حرمانهم من التعليم.

من المؤكد أن الأزمة التي واجهت القطاع التعليمي -بسبب تفشي فيروس كورونا- دفعت التعلم الإلكتروني نحو الواجهة، فغدا خياراً لا بديل عنه (إلا في حالة انعدام البنى التحتية). وسيواجه المحاضرون تحديات كبيرة لمواكبة هذا التحول المفاجئ، إلا أنه بالتخطيط المناسب يمكن التغلب على كثير من العقبات.