العطاء

on 02 February 2020, 09:00 AM
بقلم: د. إيمان حسان

سأظل أطلب من كل من يمر أن يترك عطره في الممر ويمنحني المتابعة بكرم و صبر ،فالسعادة والعطاء حقيقتان ذوات قيمة لا يدركها الإنسان إلا إذا منحهما لكل من حوله ، فالمعلم أو المربي إذا تمتع بهما ومنحهما لكل من قام بتعليمهم أو تربيتهم فقد يصنف الأفضل علي الإطلاق. فمن بحث عن السعادة بداخله فأدركها ومنحها للآخرين أدرك آليات العطاء في كل تعاملاته. فالمبدأ هو ( أن تحب ما تعمل كي تعمل ما تحب ) فإذا أحببت ما تفعله كنت في أوائل صفوف الناجحين ، وإذا منحت الحب والسعادة كان العطاء والكرم أولى صفاتك السامية .

سيادة المعلم أو المربي الفاضل :-

إنه لمن الصعب العيش في مجتمع غير أخلاقي فالفرد نواة المجتمع وكل فرد يسعي لمنح نفسه أكبر قدر من متع الحياة،وكل فرد أيضا يسعي جاهداً للإبتعاد عن كافة مصادر الألم قدر إستطاعته .

السادة الآباء و الأمهات الأفاضل :-

أنتم مركز الثقل في حياة أبنائكم وبناتكم،أنتم أبطال قصصهم وقادتهم و قدوتهم،يحبونكم، يصغون إليكم بإهتمام، يسمعون نصائحكم حتي وإلم يركنوا للإهتمام بها وقت سماعها فبإمكانكم تشكيلهم وإستغلال طاقتهم الكامنة فيما يعود بكامل النفع لهم وللمجتمع بأكمله، وبإمكانكم التأثير فيهم بآليات فعالة وممكنة وبمتناول أيديكم. فأثناء تنشأتهم وتربيتهم إمنحوهم الثقة ليكن لكم فيهم كامل الأثر ويكن لهم بصمة وتأثير في المجتمع كما تريدون وأفضل .فقد قال تعالي في كتابه الكريم وصفاً لخُلق النبي صل الله عليه وسلم :- “وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ”وقال النبي صل الله عليه وسلم :- “أدبني ربي فأحسن تأديبي” والقاعدة الذهبية تقول  :-“عامل الناس كما تحب أن يعاملوك” إمنح محبتك لكل من حولك تجد المحبة تحيط بك من جميع الإتجاهات،دع عطاءك يتحدث عنك فالعطاء والكرم ليس بالمال فقط. فذو الأخلاق القويمة فائز بلقب:-“ذو الأخلاق الكريمة” وما تعطيه لغيرك يعود إليك أضعافاً مضاعفة من قِبل البشر و من قبلهم رب البشر. وأولي البشر بعطاءك أبناؤك فامنحهم حبك ووقتك وثقتك ومالك، أفض عليهم بدعائك، دعهم يرون برك بوالديك رؤي العين يكن لك بذلك عندهم مخزون فائض وممتاز من برهم لك ،إمنح أولادك السعادة تجد في إبتسامتهم جمال عطائك ، إمنح غيرك السعادة تجد نفسك أسعد البشر ،كن جزيل العطاء تفني أنت و يكن عبير كرمك وعطر عطائك هو البقاء .

أعزائي أحبائي، السعادة والعطاء بكل الحب سر من أهم أسرار مكنون التربية السليمة ،وهما أيقونات الرضا والمحبة .رزقنا الله وإياكم الرضا والمحبة والسعادة والعطاء.