الإجازة وعيد الميلاد

on 08 February 2020, 09:00 AM
د.طلال هادي
بقلم : د. طلال داود هادي

في هذه الأيام من كل عام يستقبل المجتمع الألماني إجازة تختلف عن غيرها من الإجازات، وذلك لأنها تعيش بعض المناسبات الدينيه. وهذا ما يؤدي إلى تصادم كثير من المسلمين بالواقع، فيعيش في حيرة من أمره، ويكثر الجدل الفقهي حول المسائل المتعلقة بذلك.

ما حكم الإحتفال برأس السنة؟ وما حكم التهنئة بها؟ 

وما حكم المشاركة فيها؟ …..الخ.

وبعيدا عن الجدل الفقهي فإن الواجب اليوم هو أن نبحث عن الفرص والدروس التي يمكن أن نستفيدها من هذه المناسبة، وكما يقال: الشيء بالشيء يذكر وقد سأل بعضهم الإمام الصنعاني فقال:

يقولون عند الطيب يذكر أحمد ، فهل عندكم من سنة فيه تؤثر ، فقلت لهم: لا إنما الطيب أحمد ،وقد قيل إن الشيء بالشيء يذكر.

وأهمها:

-ترسيخ مبدأ التوحيد في قلوبنا وقلوب أبنائنا وقلوب نسائنا،قال تعالى: ﴿مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ …﴾ وقال تعالى: ﴿وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحمنُ وَلَدًا لَقَد جِئتُم شَيئًا إِدًّا﴾ وقال تعالى: ﴿بَديعُ السَّماواتِ وَالأَرضِ أَنّى يَكونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَم تَكُن لَهُ صاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيءٍ عَليمٌ﴾[الأنعام: ١٠١]

-تعظيم مقام الأنبياء،ذكر الله تعالى في القران 25 نبياً ورسولاً 

قال تعالى: ﴿وَرُسُلًا قَد قَصَصناهُم عَلَيكَ مِن قَبلُ وَرُسُلًا لَم نَقصُصهُم عَلَيكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ موسى تَكليمًا﴾ وقال تعالى: ﴿لا نُفَرِّقُ بَينَ أَحَدٍ مِن رُسُلِهِ…﴾ وهذا كله مصداق لقوله صلى الله عليه وسلم: (نحن أولى الناس بعيسى ابن مريم، الأنبياء كلهم بنو علات وليس بيني وبين عيسى نبي)

-احترام التنوع الثقافي والديني وفق مبدأ القرآن واتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وحينما يتحقق ذلك فلن يكون سؤالنا هو هل يجوز التهنئة بعيد الميلاد، بل سيكون: ما مدى علاقتنا كمسلمين بجيراننا وزملائنا على مدار السنة؟ وما مدى قدوتنا مع زملائنا في العمل؟ وبهذا نستفيد من المناسبة وتتحول إلى لحظة إيجابية نفرح بها ونبني عليها لا أن نحزن ونتأوه منها.

أسأل الله أن يفقهنا وأن يلهمنا السداد والصواب وأن يهدينا سبل الرشاد.

د. طلال داود هادي نائب رئيس لجنة الفتوي في ألمانيا