عقود نفسية للمغتربين

on 15 September 2019, 09:00 AM
بقلم : د. هاجر أبو الفضل


بقلم: د. هاجر أبو الفضل

إن نجاح الإغتراب يتأثر بشكل مباشر “بالعقد النفسي” ويعد العقد النفسي من أهم النقاط المكونة لأى نوع من العقود باختلاف أشكال المنظمات والعاملين بها. العقد النفسي هوعبارة عن مجموعة من التوقعات التي يخلقها كل طرف عن الأخر. فكما أن بين الموظف والمنظمة عقد مكتوب، فإن بين الموظف والمنظمة والمدير عقود أخري غير مكتوبة.

قد تخص هذه التوقعات بعض معايير الترقي غير المعلنة مثلًا كالإقتصار علي جنسيات محددة أو استبعاد الإناث بشكل غير معلن. فالمنظمات لا تعد موظفينها بأنهم سيصبحوا مديرين في المستقبل. ولكن مرور سنوات دون ترقي قد يعتبره الموظف انتهاك لأنه خالف توقعاته.

وتكمن المشكلة الكبري في عملية إدارة العقد النفسي  أنه “قيم مدركة” في أذهان العاملين ولا يتم صياغتها أو الحديث عنها. علي الرغم من ذلك يعتبرها الموظف وكأنها “عقد”، وعدم الوفاء به من الطرف الأخر “صاحب العمل أو المدير” يعد من وجهة نظره “انتهاك” لحقه.

وبما أن “العقد النفسي” عبارة عن قيم مدركة في أذهان أصحابها، فمعني ذلك أنها تتنشأ وتتأثر بشخصية وثقافهة وبيئة صاحبها. أي أن الاختلاف في البيئات والثقافات والشخصيات يؤثر عليها بشكل واضح. فتوقع الموظف المغترب قبل الإنتقال لوظيفة في بلد آخر قد يساعده علي الترقي أو يدمر رضاه الوظيفي، وهنا يأتي دور الذكاءات لتخطي مشاعر “الانتهاك” ومعالجتها  مثل الذكاء الثقافي والذكاء العاطفي.

د. هاجر أبو الفضل -استاذ الإدارة جامعة ماليزيا